الناصرة - "الحياة" اتفق المعلقون في الشؤون الحزبية في اسرائيل على ان اقتراح رئيس الحكومة ارييل شارون على بنيامين نتانياهو تسلم حقيبة الخارجية في حكومته المقلصة وإعلان الأخير "استعداده المشروط" لقبول المنصب ليسا سوى مناورات و"معركة أدمغة" بين رجلين "يكن كل منهما الكراهية الشديدة والاحتقار العميق للآخر"، على ما أورد شمعون شيفر في "يديعوت احرونوت"، مضيفاً ان الابتسامات التي ارتسمت على وجهي الرجلين خلال لقاءيهما لم تدل على حقيقة ان كلا منهما يدير السكاكين في ظهر خصمه ويبذل جهوداً جمة لإنهاء حياته السياسية، مشيراً الى ان "الكراهية تتحكم في العلاقات بينهما". وأجمع المعلقون على ان موافقة نتانياهو المشروطة بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية والتصلب حيال الفلسطينيين أعادا الكرة الى ملعب شارون، بل وحشراه في الزاوية، اذ سواء قبل بالشروط أو رفضها فإنه سيخسر نقاطاً في معركته أمام نتانياهو على زعامة "ليكود". ووصفوا ما يدور بينهما بأنه "معركة لي ذراع" و"لعبة شطرنج بين سياسيين يجيدان المكر والمخادعة". وكتبت سيما كدمون في "يديعوت احرونوت" ان شارون وقع في الفخ الذي نصبه لنتانياهو حين اقترح عليه الانضمام الى حكومته، وهو يدرك تماماً انه سيرفضه. وزادت ان شارون سجل "هدفاً ذاتياً" بعدما ارتدت مناورته اللامعة الى وجهه وجاء نتانياهو بدوره ب"مناورة لامعة" اخرى حين أبدى موافقة مشروطة بشروط تبدو مشروعة. وأضافت ان الزعيمين انما يحاولان المماحكة والحذلقة على نحو قد يغضب عموم الاسرائيليين "الذين سئموا هذه الالاعيب" ويعرفون ان الاعتبارات الشخصية والحزبية ترشد المتنافسين على زعامة ليكود في خطواتهما "حتى ان غلفوها بغلاف المصلحة القومية... وفي نهاية الأمر سيتضح ان المناورات مهما تكن لامعة ستنكشف رائحتها الكريهة". ورأى مناحيم راهط في صحيفة "معاريف" ان نتانياهو كسب المعركة وسيخرج رابحاً منها سواء قبل شارون بشروطه أو رفضها. فقبوله اجراء انتخابات مبكرة ستأتي بنتانياهو الى مؤتمر حزب ليكود، وهو يجلس على كرسي وزير الخارجية، وبعدما نجح في لي ذراع شارون. اما في حال رفض الأخير لشروطه فسيتهمه نتانياهو بأنه فوّت الفرصة على "ليكود" باجراء انتخابات ستضاعف تمثيله في الكنيست، بحسب كل الاستطلاعات. وكتب شالوم يروشالمي في الصحيفة ذاتها ان نتانياهو طرح على شارون شروطاً مهنية ستمس بمكانته في حال قبلها، اذ تعني عملياً اعترافه بفشل سياسته، فضلاً عن ان ضم نتانياهو الى حكومته سيعزز فرص فوزه بزعامة الحزب. وتابع ان أحداً لم يصدق انه بإمكان الرجلين العمل معاً في حكومة يمينية ضيقة وعرجاء "بالذات في وقت يخوض كل منهما أهم معركة في حياته". وطالب الكاتب شارون ونتانياهو بالكف فوراً عن "التضليل والخداع" وليدر كل منهما ظهره للآخر ويعترف انه من غير الممكن الجمع بينهما "فالتعاون الحقيقي غير قائم والمسألة اضاعة وقت ليست اكثر وستصبح بغيضة على الجميع".