يصوّت البرلمان الكنيست الاسرائيلية بعد غد على الاتفاق الائتلافي الجديد الذي أبرمه حزب"ليكود"الحاكم الذي يتزعمه رئيس الحكومة ارييل شارون مع كل من حزب"العمل"وحركة"يهدوت هتوراة"الدينية الاشكنازية المتطرفة، ما يعني عملياً تشكيل حكومة ثالثة منذ تسلمه الحكم قبل أربع سنوات، أخذ معلقون يسمونها"حكومة الانفصال"لأن الهدف الأساسي من تشكيلها تنفيذ"فك الارتباط". واعتبر الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية الانسحاب من غزة سيكون"صعباً جداً"لكنه سيكون بداية لمفاوضات مع الفلسطينيين. وعلى رغم ان الاحزاب الثلاثة التي تشكل التوليفة الحكومية الجديدة ممثلة في الكنيست ب67 نائباً، إلا انه ليس اكيداً ان تحظى بكل الأصوات ال76 لأن موقف عدد من مندوبي"ليكود"يعارضون بقوة ضم"العمل"الى الحكومة واعلان حزب"عام احاد"المؤتلف مع"العمل"ان نوابه الثلاثة لن يمنحوا اصواتهم لحكومة"تتبنى سياسة اقتصادية واجتماعية مجحفة بحق الشرائح الفقيرة". ومع ذلك، فإن التشكيلة الجديدة ستحظى بغالبية برلمانية 61 نائباً نظراً الى ان نواب من الوسط واليسار الصهيوني سيمتنعون عن التصويت لتفويت الفرصة على متمردي"ليكود"واليمين المتطرف لإسقاط حكومة شارون بغية اجهاض خطته لفك الارتباط مع قطاع غزة. ويرى مراقبون ان التشكيلة الجديدة للحكومة تمنح رئيسها تنفيذ خطته للانسحاب ازاء الدعم غير المشروط الذي يقدمه حزب"العمل"ونجاح شارون في تفكيك جبهة الرفض في الأوساط الدينية المتشددة بعد استمالة حركة"يهدوت هتوراة"وحسم ولائها بالمال والتعهد لها بعدم المساس باستقلالية مؤسساتها الدينية. ويعتقد المراقبون ان انضمام الحركة الاشكينازية يمهد الطريق الى انضمام الحركة الدينية الشرقية"شاس"11 نائباً لاحقاً بعد ان يعدل زعيمها الروحي الحاخام عوفاديا يوسف عن فتواه تحريم اخلاء المستوطنات،"في غياب طرف فلسطيني يلتزم ضمان أمن الاسرائيليين". وربما وفر انتخاب محمود عباس أبو مازن رئيساً للسلطة الفلسطينية إذا انتخب ذريعة للحاخام لتعديل موقفه. يذكر ان الحكومة الجديدة لن تشهد تغييرات جوهرية في المناصب الرئيسية بعد ان قبل حزب"العمل"حقائب وزارية هامشية مقابل منح زعيمه شمعون بيريز لقب نائب لرئيس الوزراء و"أرفع الوزراء"بعد شارون من دون منحه صلاحيات فعلية. الى ذلك أ ف ب، صرح الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر امس الى اذاعة"فرانس انتر"بأن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة سيكون"صعباً للغاية". وقال:"اذا توصلنا الى تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة الذي سيكون شاقاً وصعباً للغاية، سيكون في وسعنا جميعاً القيام بخطوات اخرى في اتجاه عملية السلام". واوضح انه"سيكون في وسعنا بدء حوار حول نقاط خلاف اخرى"، محذراً من ان"ذلك سيكون صعباً الى حد انني أصلي من أجل نجاحه". ورأى ان بلاده"تقف أمام مفترق طرق دقيق"للغاية، معتبراً ان"الوقت ما زال مبكراً جداً للتكهن بما سيحصل فيما بعد". وقال:"علينا ان نعالج في بادئ الأمر المشاكل التي يمكننا حلها"، ذاكراً في هذا الاطار انسحاب المستوطنين السبعة آلاف من غزة. وتابع:"اذا نجحت العملية سيليها حوار مع سلطة فلسطينية مقبلة تكون اثبتت ارادتها الطيبة بتنسيقها الانسحاب معنا". وزاد انه"في الوقت الحاضر ليس هناك سوى كلام ولا يمكننا الحكم على سياسة من خلال كلام". ورداً على سؤال عن وضع القدس قال انه"غير قابل للتفاوض"، مضيفاً ان"ما هو مطروح للتفاوض هو ترتيبات في القدس يمكن ان ترضي الفلسطينيين والاسرائيليين"، لكن ذلك سيكون"آخر مسألة تطرح على طاولة المفاوضات".