استؤنفت مساء أمس المفاوضات بين حزب "ليكود" الحاكم وكل من حزب "العمل" والمتدينين المتزمتين من الاشكناز "يهدوت هتوراة" لضمهما إلى الائتلاف الحكومي الذي يسعى رئيسه ارييل شارون إلى توسيعه بعد أن فقد غالبيته البرلمانية مع مغادرة نواب من اليمين المتطرف له. ورجحت أوساط حزبية أن تشهد المفاوضات تقدماً جدياً وسط أنباء عن نية شارون تشكيل حكومته الجديدة في غضون أسبوعين. وتوقع مراقبون أن يشهد الأسبوع المقبل مفاوضات جدية حول الحقائب الوزارية التي ستسند إلى ممثلي حزب "العمل". ونقلت مصادر صحافية عن شارون رفضه طلب "يهدوت هتواراة" استثناء حزب "شينوي" العلماني من الحكومة الجديدة كما يطالب حاخامات الحزب. وتضاربت الأنباء عن جدية طلب الحزب الديني تسلم حقائب وزارية وهو الذي شارك في حكومات سابقة من دون أن يطالب بتمثيل وزاري. ورأى معلقون في مطالبة نواب الحزب بحقائب الداخلية والعدل والبنى التحتية التي يشغلها حالياً وزراء من "شينوي"، مجرد نكاية بالحزب العلماني لاغاظته ليس أكثر، وان النواب المتدينين سيكتفون، كما جرت العادة، برئاسة لجنة المالية البرلمانية التي تصادق على الموازنات للمؤسسات الدينية، شرط تلقي الضوء الأخضر النهائي من حاخامات الحزب المتشددين الذين قد يعلنون في اللحظة الأخيرة رفضهم القاطع للجلوس في حكومة واحدة مع "شينوي". في المقابل، يبدو حزب "العمل" متلهفاً جداً للانضمام إلى الحكومة، ويرى معلقون في الشؤون الحزبية ان الحزب لن يضع أي عثرات في طريق المفاوضات للانضمام، وأن ملاحظاته على سياسة الحكومة الاقتصادية ليست سوى شكلية، وأن الهم الأول لأقطاب الحزب إشغال مناصب وزارية. ولم يتبين بعد ما اذا كان زعيم الحزب شمعون بيريز سيحظى فعلاً بحقيبة الخارجية ازاء المعارضة الواسعة داخل ليكود لانضمام "العمل" وتزعم بيريز الديبلوماسية الاسرائيلية. في غضون ذلك احتدمت الخلافات داخل الطاقم المفاوض لحزب "العمل" بعد ان اتهم احد اعضائه موشيه شاحل رفاقه باللهاث وراء الكراسي الوزارية وعدم التشدد في التفاوض مع "ليكود" في المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحصر النقاش في خطة فك الارتباط عن الفلسطينيين. هذا فضلاً عن ارتفاع الاصوات داخل الحزب باجراء انتخابات داخلية لاختيار ممثلي الحزب في الحكومة الجديدة ورفض منح بيريز صلاحية اختيار من يشاء. ويخشى اقطاب الحزب البارزون من أن تطيح انتخابات كهذه بفرص انضمامهم الى الحكومة وتأتي بنواب من الصف الثاني اليها. الى ذلك، افاد استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "هآرتس" ان حزب "شينوي" العلماني الذي تراجع عن الراية التي حملها برفض التعاون مع المتدينين المتزمتين الحريديم في حكومة واحدة وبات مستعداً للجلوس الى جانب "يهدوت هتوراة" قد يخسر الكثير من قواته التي تتمثل اليوم ب15 نائباً. ووفقاً للاستطلاع فان ثلث ناخبي الحزب فقط التزموا التصويت للحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة وثلث آخر قال انه لا يعرف لمن سيصّوت، فيما قال 25 في المئة انهم لا ينوون المشاركة في عملية التصويت بتاتاً. وطبقاً لاستطلاعات اخرى فان الحزب سيخسر نائبين على الاقل لو جرت الانتخابات اليوم، كل ذلك في اعقاب موافقته على الجلوس في حكومة واحدة مع الحريديم.