تشرع الحكومة الاسرائيلية غداً في إقرار أول اجراء يتعلق بخطة فك الارتباط الاحادي عن قطاع غزة ومنطقة جنين، اذ يتوقع ان تصادق على مشروع قانون تعويض المستوطنين المزمع إجلاؤهم، مالياً لتطرحه لاحقاً على الكنيست للتصويت. في غضون ذلك، يسود ترقب بالغ للنقاش الذي ستجريه الكنيست على الخطة يومي الاثنين والثلثاء المقبلين، وسط شبه إجماع بأنها ستلقى دعم غالبية 68 نائبا، مع الاشارة الى ان التصويت سيكون على مبادئ الخطة من دون حسم مسألة اخلاء مستوطنات أو وضع جدول زمني لذلك، وهما مسألتان ستناقشهما الحكومة في آذار مارس من العام المقبل لتطرحهما من جديد على جدول أعمال الكنيست للإقرار. ويواصل رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون اتصالاته مع نواب من الأحزاب المختلفة، باستثناء العربية، طامحا الى تجنيد المزيد منهم الى جانب خطته "ليضمن غالبية يهودية واضحة"، آملاً في الآن ذاته بحشد تأييد أحد الأحزاب الدينية أو امتناع بعضها عن التصويت ليتفادى تصويره وكأنه يخوض معركة على المعسكر الديني المتشدد. وتوقع مراقبون ان يوفر نواب حركة "يهدوت هتوراة" 5 نواب التي تمثل المتزمتين الاشكناز هذا "الغطاء" ويمتنعون عن التصويت، فيما ما زالت الصورة غامضة في شأن موقف حركة "شاس" المتدينون الشرقيون التي ينتظر نوابها 11 نائباً "الفتوى" التي سيصدرها مساء اليوم الزعيم الروحي للحركة الراب عوفاديا يوسيف الذي يتخبط بين المعارضة والامتناع، من دون استبعاد الخيار الثاني ليبقي الباب مفتوحاً امام عودة الحركة الى الائتلاف الحكومي. لكن العقبة الأساس في طريق شارون لتأمين غالبية كاسحة تبقى متمثلة بجبهة الرفض داخل حزبه "ليكود" التي يقودها الوزير بلا حقيبة عوزي لنداو الذي يجاهر بمعركة ضارية يخوضها ضد الخطة، فيما أعلن وزراء آخرون كانوا رفضوا الخطة أثناء التصويت عليها في الحكومة في حزيران يونيو الماضي، نيتهم التصويت الى جانبها "احتراماً لقرار الغالبية في الحكومة". وبدا لنداو غير مكترث امس بالتسريبات من أوساط قريبة من شارون عن نية الأخير إقالة وزراء ونواب وزراء يصوتون ضد الخطة من مناصبهم، وقال في حديث اذاعي ان سياسة الاستقواء التي ينتهجها شارون لن تثنيه عن معارضته، محذراً من انها ستدفع نحو الانشقاق. من جهتها، أفادت صحيفة "معاريف" ان أنظار شارون ستتجه غداة إقرار خطة الفصل في الكنيست الى توسيع ائتلافه الحكومي بضم حزب "العمل" وربما حركة "شاس" ونقلت عنه قوله انه نسق مسألة انضمام "العمل" مع زعيمه شمعون بيريز وانه معني بإعادة "شاس" الى حكومته حتى في حال صوّت نوابها ضد خطة الفصل. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن قريبين من زعيم "العمل" السابق ايهود باراك انه اتخذ قراراً نهائياً بالعودة الى المعترك السياسي. ويرى باراك ان على "العمل" ان يوفر "جسراً حديدياً" لشارون لتمكينه من تطبيق خطة الانسحاب من غزة وعدم مشروع موازنة الدولة، لكن من دون دخول الائتلاف الحكومي "لقاء الاتفاق معه على موعد للانتخابات البرلمانية أواخر العام المقبل".