سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارة الخفاف الى القاهرة محاولة شيعية لفتح "صفحة جديدة" الخالصي يتهم قوى بإساءة استغلال مرجعية النجف و"المجلس الاعلى" يحذرمن "ثورة" اذا أُجلت الانتخابات
اتخذ السجال الدائر بين التيارات السياسية العراقية حول تأجيل موعد الانتخابات التشريعية او الابقاء عليه في 30 الشهر الجاري منحى تحذيرياً من اشتعال فتنة طائفية، حتى ان احد التيارات المقاطعة اتهم اشخاصاً"مرتبطين بالاحتلال بالالتفاف حول مرجعية النجف واستغلالها"، فيما ركز مؤيدون للانتخابات على اتصالات تجري في اتجاه مصر تصب في اطار التقارب الشيعي - العربي وتحذر من ان تأجيل الاقتراع"قد يشعل ثورة". اتهم رئيس المؤتمر الوطني التأسيسي جواد الخالصي، احد التيارات السياسية الدينية المقاطعة للانتخابات، قوى شيعية ب"اساءة استخدام اسم المرجعية العليا في النجف"، وقال ل"الحياة:"أكاد اجزم ان المرجعية لا تعلم بغالبية الأمور التي تحيط بها"، واشار الى ان بعض القوى السياسية الشيعية يسعى إلى استغلال الوضع الصحي للمرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني وكبر سنه، ويعمل على تمرير ما يرغب، وان هؤلاء يحولون دون لقائه بالمرجعية لاخبارها بما وصفه ب"الحقيقة المرة". واكد الشيخ الخالصي"انهم يتمثلون بالقوى السياسية الشيعية التي ارتبطت بالاحتلال الاميركي، ما أفقدها شعبيتها"، واضاف ان"هؤلاء التفوا حول المرجعية ليستغلوا عمق تأثيرها في الشارع الشيعي، رغم انهم لا يؤمنون بها". واستبعد ان تكون المرجعية العليا دعت إلى طرح قائمة الائتلاف العراقي الموحد، واكد"وجود ما يثبت انعدام الصلة بين المرجعية وبين القائمة واللجنة التي شكلتها"، ولفت الى ان المرجعية"لم تتدخل يوما في تفاصيل الوضع السياسي في العراق، وان كل المؤشرات تدل الى انها لم تتدخل هذه المرة ايضاً، وانها دعت للحوار بين الجميع ولا شيء غير ذلك". وشدد الخالصي على ان المشكلة في العراق"تتمثل في هوية من يديره، فالحكومة العراقية الموقتة لا تديره، والمسؤولون العراقيون لا يملكون حق القرار، كل ما يفعلونه هو تنفيذ قرارات فوقية تصدر اليهم من السفير الاميركي في بغداد". واكد ان اجراء الانتخابات في موعدها المقرر او تأجيلها، امر لا يعني المؤتمر الوطني التأسيسي، وانهم في المؤتمر"غير ملزمين بما ستفرزه هذه الانتخابات من برلمان او دستور ما لم تجر وفق المواصفات التي طالب بها المؤتمر التأسيسي والتي تضمنت المطالبة بقانون انتخابي عراقي، وتحديد صلاحيات المفوضية العليا لشؤون الانتخابات والاستعانة باشراف دولي على الانتخابات وايجاد مراجع قضائية للفصل في الاعتراضات، ورفض الدائرة الانتخابية الواحدة وغيرها". وفي المقابل، انتقد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، الاطراف الساعية الى تأجيل الانتخابات"لأن من شأنه ان يؤدي الى اشتعال المناطق الشيعية الآمنة نسبياً وقد يشعل الثورة فيها". وقال نائب مسؤول المكتب السياسي في المجلس سعد جواد قنديل ل"الحياة"ان"ما من جهة حكومية او سياسية شرعية تملك التأجيل ولا مبرر للدعوة اليه"، واوضح ان الدعوات التي يطلقها بعض القوى السياسية لا تمثل الغالبية، وانها تعبر عن مصالح سياسية خاصة ووجهات نظر اطراف اقليمية تسعى إلى التدخل في شؤون العراق. ولفت الى"ان التأجيل يعني زج العراق في أزمة سياسية ودستورية، وان لا بديل أمام الجهات للمطالبة بالتأجيل، في ما لو تم اقراره، غير مواجهة الأزمة التي ستشعل اضطرابات في غالبية المدن الشيعية"، ولمح الى ان"الاحباط الذي سيطال الشارع الشيعي، من شأنه ان يدفع به الى الثورة واعلان العصيان". من جهة اخرى كشفت مصادر سياسية شيعية، ان زيارة حامد الخفاف، احد مرشحي قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"، الى مصر تصب في صالح تطوير العلاقات الشيعية - العربية وهي محاولة من الشيعة لفتح صفحة جديدة في مصر. واكدت المصادر ان الزيارة جاءت بمبادرة شخصية من الخفاف، رداً على زيارة وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان الى مصر، في وقت سابق، وانها ترمي الى ايصال رسالة الى الاخوة المصريين والعرب، مفادها ان الشعلان لا يمثل الشيعة. ولفتت المصادر الى ان هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها انفتاح شيعي - عربي، وان ملفات عدة ستدرس، في مقدمها، ملف الانتخابات الذي وصل الجدل حوله الى مفترق طرق، فإما ان تؤجل او لا تؤجل. واشارت الى ان الخفاف يسعى الى منح قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"بعدا ًعربياً، بعد الاتهامات التي لحقت بالكثير من مرشحيها والتي وصمتهم بالعمالة الى ايران. يذكر ان حامد الخفاف، هو أحد اعضاء اللجنة السداسية المتشكلة بأمر المرجعية العليا في النجف والتي تولت تشكيل قائمة الائتلاف العراقي. وفي اتصال هاتفي مع"الحياة"من مدينة حلبجة التي يزورها مع اعضاء المجلس الوطني أكد رئيس المجلس فؤاد معصوم القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني ان قانون ادارة الدولة الموقت لم يعط أي صلاحيات لأي جهة باجراء تعديلات على مواده وان الجمعية الوطنية التي يتم انتخابها في الثلاثين الجاري هي السلطة الوحيدة التي خولها القانون تعديل فقراته. وقلل من أهمية مقاطعة الانتخابات من قبل اطراف عدة وقال انه في حال مشاركة 60 في المئة من العراقيين في الانتخابات فإنها"تعد حالا ايجابية". ودعا الى تواصل شيعي - سني - كردي لانجاح الانتخابات . وفي السياق ذاته، كشف عضو اللجنة المركزية للحزب الديموقراطي الكردستاني عارف تيفور في اتصال مع"الحياة"ان المباحثات الجارية الآن مع المفوضية العليا والامم المتحدة تهدف إلى ايجاد مخرج قانوني يسمح بتأجيل الانتخابات. واكد تيفور ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج في لقائه الاخير مع رئيس الحزب مسعود بارازاني اشار الى ان التأجيل أمر يعود قراره الى العراقيين والمفوضية العليا للانتخابات والامم المتحدة. وقال رئيس الحزب الوطني الديموقراطي نصير الجادرجي ل"الحياة"ان"تعيين شخصيات سنّية في الجمعية الوطنية المنتخبة يعد نقصاً دستورياً وقانونياً في تشكيلها ويمثل اهانة كبيرة للاعضاء الذين سيتم تعيينهم ويزاولون اعمالهم فيها إلى جانب الاعضاء المنتخبين". وأوضح"ان على جميع العراقيين عدم التفكير في تعيين اعضاء داخل جمعية منتخبة وان على الحكومة ان تدرك الخطأ الفادح الذي ترتكبه في حال قيامها بذلك، حيث ان التمثيل يجب ان يقتصر على الانتخابات التي ستحدد الارضية الحقيقية لعراق ديموقراطي تعددي موحد"، مشيراً إلى ان فكرة التعيين لا يمكن ان يرتضيها الشيعة او السنة او الاكراد. واشار إلى ان غالبية اعضاء الحكومة والاحزاب السياسية ترغب في تأجيل الانتخابات لكنها مجبرة على تنفيذ بنود قانون ادارة الدولة الموقت الذي يفرض موعداً محدداً لاجرائها، وان كثرا ينظرون اليه على انه موعد لا يمكن المساس به، في حين ان المصلحة العامة في البلاد تقتضي التأجيل لحين تهيئة الاوضاع الملائمة لاشتراك جميع اطياف الشعب العراقي واطيافه فيها.