استمرت التجاذبات بين القوى السياسية والدينية في العراق أمس حول موعد الانتخابات واحتمال تأجيلها، في حين يناقش وزراء خارجية دول الجوار العراقي في عمان اليوم طلباً عراقياً باستخدام نفوذها لدى السنة العراقيين لاقناعهم بالمشاركة فيها. وسجل لغط داخلي حول عملية عسكرية محتملة في الموصل. راجع ص 2 و3 و4 وحذر رئيس الحكومة الموقتة أياد علاوي من ان تأجيل الانتخابات سيؤدي الى تدهور الوضع الامني، وقال في مؤتمر صحافي ان حكومته ملتزمة اجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المقرر. وبدا موقف علاوي بمثابة رد على طلب الرئيس غازي الياور من الاممالمتحدة اول من امس بحث ما اذا كان يتعين على البلاد أن تمضي قدماً في اجرائها في الموعد المقرر رغم تصاعد موجة العنف. وتبنت المرجعية الشيعية في النجف الموقف نفسه، مؤكدة أنها"لن تكون مرتاحة"للتأجيل وستشعر ب"الاحراج"لاي قرار بالتأجيل، بسبب"عدم قدرتها على اجراء الانتخابات بمفردها من جهة وعدم قدرتها على الانسحاب من الموضوع برمته واعلان مقاطعة الانتخابات من جهة اخرى". واعلن في القاهرة امس، ان وزير الخارجية احمد ابو الغيط التقى احمد الخفاف مدير مكتب آية الله على السيستاني ورجل الدين الشيعي اللبناني هاني فحص. وأكد الوزير"حرص مصر على الحفاظ على وحدة العراق وسلامته الاقليمية واستقراره"، حسبما اكدت الوزارة في بيان. لكن وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب صرح في تونس امس حيث شارك في اجتماع لوزراء الداخلية العرب ان"كل الخيارات تبقى مفتوحة"بالنسبة الى موعد الانتخابات"مع ان الحكومة تبذل ما في وسعها لاجرائها في موعدها". ويبدأ اليوم في العاصمة الاردنية اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العراقي وسط اشتداد التوتر بين عمان وطهران التي خفضت مستوى تمثيلها على خلفية الاتهامات المتبادلة بالتدخل في الشأن العراقي، وشنت صحيفة"الرأي"الاردنية شبه الرسمية امس هجوماً عنيفاً على ايران واتهمتها بأنها"على علم بما يخطط له في دوائر اقليمية واخرى دولية". واكد وزير الخارجية الاردني هاني الملقي ان هدف الاجتماع"ضمان ان تشمل هذه الانتخابات جميع العراقيين"، في حين رهن نظيره الكويتي الشيخ محمد الصباح تأجيل الانتخابات العراقية بقرار دولي، وقال"ان مجلس الامن فقط يملك صلاحية تأجيل موعد الانتخابات العراقية التي نأمل ان تشارك فيها كل الاطراف العراقية". وعلمت"الحياة"أن مشروع البيان الذي اعدته الخارجية الأردنية يتضمن بشكل اساسي"الحفاظ على عروبة العراق ووحدته وسلامة اراضيه، ودعوة كل فئات الشعب العراقي في الى المشاركة في الانتخابات". وكرر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مناشدة دول الجوار"استخدام نفوذها الإيجابي وتشجيع العراقيين على المشاركة في الإنتخابات"، في اشارة إلى العرب السنّة الذين يقاطعونها. وعلى الصعيد الامني، أكد علاوي عدم وجود اي خطة لعملية عسكرية واسعة في الموصل على غرار عمليات الفلوجة. وجاء ذلك رداً على تصريحات وزير الدولة العراقي لشؤون الامن القومي قاسم داود الذي قال ان الحكومة على وشك شن عملية عسكرية في المدينة. من جهته، اتهم رئيس"هيئة علماء المسلمين"في العراق احزاباً عراقية لم يذكرها بالاسم بالتحريض على ضرب الموصل، وقال ل"الحياة"ان"احزاباً معروفة لدينا تحرض الأميركيين على اجتياح الموصل كما حرضوا ضد الفلوجة في السابق"، مضيفاً أن"استهداف المناطق السنية لكونها مناطق مقاومة للاحتلال وتريد الخير لهذا الوطن". وشهدت بغداد ومدن اخرى تصعيداً ملحوظاً في الهجمات على قوات الأمن العراقية أسفرت عن مقتل 54 شخصاً بين مدني وعسكري. وانفجرت ثلاث سيارات مفخخة استهدفت اثنتان منها قوات الأمن العراقية في الحلة وبعقوبة فيما استهدفت الثالثة رتلاً أميركياً في بغداد، وتعرض بعض مراكز الشرطة في بغداد لهجمات.