قال شهود امس ان ثلاثة انفجارات دوت في كركوك واستهدفت قاعدة اميركية وسط المدينة في الوقت الذي بدأ الناخبون من سكان المدينة التوجه الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. فيما شهدت مدينة الموصل اقبالاً ضعيفاً. واضاف الشهود ان"اصوات ثلاثة انفجارات قوية جداً سمعت في ارجاء المدينة قبل حوالي السابعة صباحاً"وهو الوقت المحدد لبدء عملية الاقتراع. وان الانفجارات نجمت عن"قذائف هاون من العيار الثقيل استهدفت القاعدة الأميركية في المدينة التي تتخذ مطار كركوك مقراً لها". وعلى رغم إشاعة الانفجارات القلق بين السكان فإنها لم تحل دون ذهابهم الى مراكز الاقتراع في المدينة المعروفة بكثرة الانتماءات العرقية والدينية فيها. وقال اسماعيل أحمد 45 عاماً الذي كان أول الحاضرين إلى مركز الاقتراع الواقع وسط كركوك والذي يتخذ من مدرسة الوطن مقراً له"لم أتمكن ليلة امس من النوم. خرجت منذ الساعات الأولى لهذا اليوم أريد ان انتخب وأن أصوّت. أشعر بالفرحة لأني أصوّت للمرة الأولى في حياتي بشكل حر". وشوهدت اعداد الناخبين الاكراد بكثرة عند المركز الانتخابي في منطقة رحيم اوه بالضاحية الشمالية لمدينة كركوك والتي تسكنها أعداد كبيرة منهم. وتجمع الاكراد بالآلاف على شكل طوابير كبيرة وقد ارتدى معظمهم الزي التقليدي وحمل بعضهم الاعلام الكردية. وكان واضحاً ان المشاركة الكردية والتركمانية في منطقة كركوك كثيفة في حين بدت شوارع الاحياء العربية مقفرة وسط اجراءات امنية مشددة للشرطة العراقية وغياب القوات الاميركية عن اماكن التصويت. وقال ماهر عبدالله، أحد مسؤولي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كركوك ان"نسبة الناخبين تجاوزت 50 في المئة من المسجلين في المناطق الكردية والتركمانية لكن هناك ضعفاً في مشاركة المناطق العربية وخصوصا في الحويجة 50 كم غرب كركوك". واضاف ان"العملية مستمرة ولم تحدث مشاكل تذكر"مشدداً على وجود نوع من"التسابق في المناطق ذات الغالبية الكردية والتركمانية". ومن جهته، قال جلال جوهر عزيز عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني ان"الاتحاد الوطني احضر حافلات نقل للناخبين، لمساعدتهم في الذهاب لمراكز الاقتراع بعد تقسيم المناطق ذات الغالبية الكردية الى قطاعات لتأمين وصول الناخبين الاكراد". وفرضت اجراءات مشددة حول مراكز اقتراع في منطقة يسكنها خليط من العرب والتركمان والاكراد، انتشر فيها عناصر الشرطة العراقية بشكل كثيف. و حدد الطريق المؤدي الى المركز بأسلاك شائكة. وحلّقت مروحيات أميركية بكثافة فوق المراكز الانتخابية. ومنح قرابة 100 الف ناخب كردي يتحدرون من كركوك كان نظام صدام حسين نقلهم عنوة من ديارهم الحق بإدلاء اصواتهم في انتخابات مجلس محافظة التأميم وعاصمتها كركوك. ومن شأن هذه الزيادة في أعداد الناخبين الاكراد ان توفر الغالبية للاكراد في مجلس المحافظة وان تؤثر في التوازن الهش. ويسكن منطقة كركوك الغنية بالنفط قرابة مليون و200 الف نسمة بينهم 45 في المئة من الاكراد ونسبة مماثلة من العرب اضافة الى 10 في المئة من التركمان والمسيحيين. وقد التزمت هذه الطوائف هدنة هشة منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان ابريل 2003. الموصل في الموصل أشار مراسلون الى تفاوت في نسبة المشاركين حتى ظهر امس في احياء المدينة، معقل الرئيس الشيخ غازي عجيل الياور. وأكد شهود، الإقبال على التصويت في أحياء القادسية والزهور والقدس في شرق الموصل وحي الجزائر في وسطها في حين كانت المشاركة متدنية في الحي العربي شمال الموصل حيث هناك عشرات من الناخبين فقط. ومن جهته، بث تلفزيون نينوى الناطق باسم المحافظ دريد كشمولة ان"مناطق برطلة والحمدانية وكرم ليس، وهي قرى تقع على خط واحد شرق الموصل، لم تتسلم صناديق الاقتراع ولا القوائم الانتخابية حتى ظهر امس". وكانت ستة انفجارات دوت خلال 45 دقيقة في الموصل 370 كلم شمال بغداد لكن مصدراً طبياً ذكر انها لم تسفر عن اصابات. وكان محافظ الموصل قرر فرض حظر كلي للتجول خلال اربعة ايام حتى صباح الثلثاء في المدينة تجنباً لحصول هجمات قبل الانتخابات. وتضاعفت الهجمات الدامية في المدينة مع اقتراب موعد الانتخابات ووزع العديد من بيانات الجماعات الاسلامية التي تهدد المواطنين بأسوأ العواقب اذا شاركوا في التصويت.