استبعد وزير العدل العراقي، مالك دوهان الحسن، حدوث مشاكل كبيرة حول نتائج الانتخابات، ولفت الى ان"الانعطافة الكبيرة في الموقف السني من الانتخابات ومشاركة قطاعات واسعة في المناطق السنية في عملية الاقتراع، تقللان من احتمال ظهور مثل هذه الاعتراضات". وقال الحسن الى"الحياة"ان"مشاركة غير متوقعة من اهالي المدن السنية فاجأتنا"، وأوضح ان"الاتصالات المستمرة مع وكلاء"الائتلاف الديموقراطي العراقي"، في سامراء والرمادي وتكريت والموصل، أكدت لنا المشاركة الكثيفة للأهالي هناك"، ولفت المتصدر لقائمة"الائتلاف الديموقراطي"الى ان هذه المدن ما فتئت تدعو الى مقاطعة الانتخابات الا ان المشاركة التي أبداها أهالي هذه المناطق عكست انعطافا كبيراً للموقف السني عموماً"، وأكد ان عملية فرز الاصوات في كل منطقة، ستظهر حقيقة وجود مقاطعة سنية أو تنفيها. وأشار أسعد عبدالرزاق عضو المكتب السياسي لتجمع"الديموقراطيين العراقيين"بزعامة عدنان الباجه جي، وأحد مرشحيه، الى ان حجم المشاركة في الانتخابات في عموم بغداد لم يكن متوقعاً وان الاقبال الذي شهدته بعض المناطق يدعو"الى التفاؤل"واكد ل"الحياة"ان"عملية التصويت في الرمادي تبدو صعبة جداً أما في الفلوجة فالرجال فقط هم الذين جاؤوا للتصويت"، وأشار الى ان وجود رقابة مكثفة وشديدة من منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام،"جعل محاولة التزوير والتلاعب في أوراق الاقتراع أمراً صعباً"، وزاد ان"عبور هذه المرحلة وتجاوزها بغض النظر عن أي شيء آخر هو المهم"، وذكر عبدالرزاق ان المشكلة التي كانت تعترض طريق الجميع هي الشرعية، وهذه ستحل من خلال الانتخابات"، وأوضح ان"مشاكل عدة والاعتراضات التي تبديها بعض القوى السياسية على نتائج الانتخابات شيء متوقع وستنظر فيه هيئة قضائية مستقلة، تم تشكيلها بعيداً عن هيمنة الحكومة او المفوضية العليا للانتخابات او غيرها، وهي التي ستفصل في هذه الاعتراضات وتعمل على ايجاد المعالجات البديلة"، وشدد الناطق باسم التجمع على ان الاعتراضات"لن تصل الى مستوى المطالبة بالغائها فالجميع يعلم ان اجراء انتخابات جديدة موضوع شديد الصعوبة". وأبدى مشعان الجبوري، زعيم"كتلة المصالحة والتحرير"، أسفه لعدم وجود مراكز للاقتراع في مناطق عدة وأكد ل"الحياة"ان"مدينة الرمادي لم تشهد انتخابات بالمرة وكذلك مدينة بيجي حيث تعرض المركز هناك للتفجير. الا ان المفوضية لم تعوضه وكذلك الوضع في سامراء"، ولفت الى ان سكان قرى بكاملها في الموصل لم يتمكنوا من الوصول الى مراكز الاقتراع نظراً الى بعدها أكثر من 20 كلم في ظل حظر التجول الذي تشهده مدن وقرى وضواحي العراق، وأشار الى ان"بعض المناطق شهدت فوضى كما في كركوك والموصل وصلاح الدين"، وزاد ان موظفي مراكز الاقتراع في الدور، 200 كلم شمال بغداد يحجبون أوراق الاقتراع لمجلس المحافظة عن الناخبين. وقال الجبوري ان"التجربة جديدة وان جميع القوى شاركت فيها وقبلت بها على علاتها"، وأشار الى ان"الجميع كان يتوقع ان لا تكون هذه الانتخابات نزيهة أو عادلة"وأكد ان اعتراضات الاطراف المتضررة لن تصل الى مشكلة حقيقية، خصوصاً وان المعترضين يملكون حق اسقاط هذه الجمعية في آب اغسطس المقبل. ولفت مثال الالوسي، زعيم حزب"الأمة العراقية الديموقراطية"الى ان"العمليات الارهابية التي شهدها الشارع العراقي يوم الانتخابات دليل على عدم وجود مقاطعة شعبية لها"وأكد ل"الحياة"ان"سير العملية عكس تلكؤاً وارتباكاً الا انه مضى قدماً"، ولفت الى ان"ما من احد يتوقع ان تمضي الانتخابات دون تلاعب او تزوير"لكن المهم هو المشاركة في الانتخابات، بحسب الالوسي. من جهة ثانية انتقد عماد شبيب نائب الأمين العام لحركة"حزب الوفاق الوطني"بزعامة اياد علاوي، قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"كون اطرافها استخدمت اسم المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني والحسينيات للتأثير على الناخب العراقي خلال عمليات التصويت التي جرت في المناطق الجنوبية الشيعية على وجه الخصوص أمس. وصرح شبيب الى"الحياة"بأن"قائمة العراقية بزعامة علاوي ستحقق تقدماً". واعتبر اجراء الانتخابات في حد ذاته في"ظل تصاعد اعمال العنف، دليلاً على ان العراقيين اقوى من هذا الارهاب". وفي السياق ذاته قال سعد جواد قنديل عضو قيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"الى"الحياة"انه"لغاية الساعات الاخيرة من عمليات التصويت لا نية للمجلس ولا لقائمة الائتلاف العراقي الموحد تقديم طعون في سير عملية التصويت لأن الأمور جرت ضمن التوقعات. وتوقع اسحاق اسحاق مدير العلاقات العامة في الحركة الديموقراطية الآشورية ان تحظى قائمة"الرافدين"بأربعة مقاعد على الأقل مشيراً الى ان قائمة التحالف الكردستاني ستكون الأولى بحصولها على خمسين مقعداً تليها قائمة الائتلاف العراقي الموحد بالحصول على أربعين مقعداً بسبب الوضع الأمني الجيد نسبياً في كردستان وجنوب العراق تليهما قائمة"اتحاد الشعب"ثم قائمتا"العراقية"و"عراقيون"بعشرين مقعداً لكل منهما ثم قائمة"تجمع الديموقراطيين"على ان تحصل القوائم المسيحية والتركمانية على عشرة مقاعد على الأقل، لكل منها. وأكد حميد مجيد موسى، الذي يرأس قائمة"اتحاد الشعب"الشيوعية ان الإقبال كان أكثر من المتوقع وان الانتخابات تجربة أولى في العراق ولن تخلو من مفاجئات وقال الى"الحياة"توقعنا نسبة قليلة من الناخبين في بعض المناطق كالموصل مثلا لكن الإقبال كان ممتازاً وتوقعنا عدداً كبيراً من الناخبين خارج العراق لكن الإقبال لم يكن بالمستوى المطلوب، ولفت الى انه من الصعوبة التكهن بنسبة المقاعد التي يمكن ان تحصل عليها كل قائمة، وأشار الى ان مراقب قائمته، أبلغه بعدد كبير من الخروقات التي حصلت في المراكز الانتخابية، منها قيام القوائم المنافسة للترويج لنفسها في المركز الانتخابي وتوقع حصول حالات تزوير في بعض المراكز.