قلل التيار الصدري من أهمية «التسريبات» لنسب التصويت لصالح بعض الكتل المشاركة في الانتخابات النيابية التي جرت قبل أيام، مؤكداً أن إعلانها يدخل في إطار الحرب النفسية لبرنامج بعض الكتل الانتخابي، فيما جدد «ائتلاف المواطن» بزعامة عمار الحكيم، تأكيده الفوز بثلاثة أضعاف ما حققه خلال الدورة النيابية السابقة، مؤكداً أن الخريطة السياسية ستكون مختلفة. وأكد مصدر في المفوضية العليا للانتخابات في حديث إلى «الحياة» مواصلة العمل في مراكز العد والفرز بشكل مكثف «لإنهاء احتساب أصوات الناخبين، وقد يصار إلى إعلانها بعد أسبوعين». وأضاف أن «فرق المفوضية الخاصة بالعد والفرز باشرت امس بعدٍّ وفرز نهائيين لأصوات الناخبين ضمن التصويت الخاص الذي يضم التشكيلات الأمنية والعسكرية وعراقيي الخارج والسجون والمستشفيات التي تشكل ما نسبته 20 في المئة من نتائج الانتخابات». وأضاف أن «ما يروجه بعض الكتل من تسريبات عن عدد الأصوات التي حصدتها غير صحيح ومبالغ فيه، إذ لم تكتمل النتائج بعد ولا يستطيع احد التكهن بها مهما كانت مصادره داخل المفوضية». وتابع: «لضمان عدم التشويش على عمل المفوضية باستقلالية تامة، منع وكلاء الكيانات على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والسياسية من الدخول إلى قاعات العد والفرز الموزعة بين مقر المفوضية ومعرض بغداد الدولي». من جهته، اعتبر التيار الصدري النتائج التي يعلنها بعض القوائم «عارية من الصحة ومجرد تكهنات ليس إلا». وأوضح النائب عن كتلة «الأحرار» جعفر الموسوي في تصريح إلى «الحياة»، ان «التيار يراقب من كثب ما ستفرزه النتائج، وكل محاولة للترويج بزيادة أو نقصان تدخل في باب الحرب النفسية لبعض البرامج الانتخابية الخاصة ببعض الكتل». وأوضح أن «التيار يؤكد أهمية استقلالية عمل المفوضية من دون تدخلات لمنع التلاعب بنتائج الانتخابات، وهو ما طالبنا به مراراً وتكراراً وما حصل من ردة فعل من قيادات الأحرار خلال عملية نقل الصناديق عقب انتهاء عملية التصويت كان يصب في هذا التوجه». وأشار إلى أن «التيار طالب بنقل صناديق الاقتراع بإشراف مراقبي أو ممثلي الكيانات لضمان نزاهة العملية الانتخابية، لا سيما أن من يتولى النقل تلك قوات أمنية خاصة». واستدرك: «ليس لدينا اعتراض على تحمل القوات الأمنية مسؤولية النقل، لكن نرفض تجاهل دور المراقبين أو ممثلي الكيانات المسجلين لدى المفوضية». وعن ردود الفعل إذا لم تحقق النتائج طموحات الكتلة، قال إن «التهديد ليس من وسائل التيار الصدري، ونتائج صناديق الانتخابات خير رد على المتربصين بنا أو المشككين بقواعدنا الشعبية». ولفت إلى أن «المعلومات المتوافرة تؤكد حصول الكتلة على نتائج أكبر من الدورة النيابية السابقة، وأن أي اتفاق أو تفاهم لتشكيل الحكومة سيخضع لضوابط تلك الصناديق التي تعبر عن إرادة الشعب». وكان عضو مجلس أمناء كتلة الأحرار علي التميمي، حذر أول من امس مفوضية الانتخابات من ردة فعل قوية في العاصمة وباقي المحافظات في حال عدم ظهور نتائج الانتخابات كما يتوقعها التيار. وكانت تكهنات وأرقام تداولتها مصادر مقربة من ائتلاف «دولة القانون» أشارت طوال الساعات التي أعقبت الانتخابات إلى أرقام مختلفة لنتائج الاقتراع، صبت في رفع مقاعد «دولة القانون» إلى ما يتجاوز 100 مقعد (من بين 328 مقعداً برلمانياً)، وخفض مقاعد كتلتي الحكيم والصدر إلى نحو 30 مقعداً لكل منهما. من جانبه أكد «ائتلاف المواطن» بزعامة عمار الحكيم»، تحقيق نتائج كبيرة جداً تمثلت بثلاثة أضعاف حصته السباقة من مقاعد مجلس النواب». وأوضح وزير النفط السابق القيادي في ائتلاف المواطن إبراهيم بحر العلوم في اتصال مع «الحياة»، أن «نتائج الانتخابات ستقلب موازين العملية السياسية بالكامل إذا علمنا أن النتائج الأولية تشير إلى تحقيق 43 مقعداً لائتلاف المواطن و65-70 مقعداً لدولة القانون وقرابة 35 مقعداً للتيار الصدري، ناهيك بمقاعد قائمة الوطنية العربية، التي تشير المعلومات إلى حصولها على نتائج طيبة، إلى جانب صعود تيارات مدنية. كل تلك المؤشرات تؤكد أن شكل العملية السياسية ومضمونها سيختلف عما كان عليه خلال الدورات السابقة». وأضاف أن «النتائج النهائية لن تغير كثيراً في النتائج التي سربت إلينا، وكلما تأخرت المفوضية في حسم نتائج التصويت الخاص والعام ستمنح البعض فرصة للتزوير أو التلاعب، وعلية نطالبها ببذل جهود مكثفة لإنهاء النتائج في شكل سريع». في سياق متصل، ناشد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، كل الأطراف السياسية التعامل مع نتائج الانتخابات «بروح وطنية والرضوخ لقرار الشعب»، داعياً «الجميع إلى العمل معاً خلال المرحلة المقبلة وتقديم المصالح القومية والوطنية على المصالح الأخرى». وقال بارزاني في بيان نشر على موقع رئاسة إقليم كردستان، إن «انتخابات الثلاثين من نيسان وبشهادة الأطراف الأجنبية والمراقبين الدوليين والمنظمات غير الحكومية والمستقلة، كانت عملية ناجحة»، معرباً عن أمله «بالخير والسعادة للجميع وتطور أكثر للمسار الديموقراطي والنهضة والانفتاح في إقليم كردستان». وأضاف أنه «بغض النظر عن نتائج الانتخابات، فإن شعبنا استطاع أن يجدد رغبته في ترسيخ الديموقراطية، وبفضل تضحيات شهدائنا وصمود شعبنا استطعنا أن ندرك اليوم الذي يكون بمقدور شعبنا ممارسة الديموقراطية بكامل حريته»، مناشداً «الأطراف السياسية التعامل مع نتائج الانتخابات التي تعلنها رسميا المفوضية العامة المستقلة للانتخابات في العراق، بروح وطنية مسؤولة والرضوخ لقرار الشعب».