حذر «الائتلاف العراقي الموحد» من تزوير الانتخابات التشريعية التي تجرى اليوم، وحض التيار الصدري الحكومة العراقية والأميركيين على احترام خيارات الناخبين، وحذر من «ردود فعل التيار على اي محاولة تزوير». وفي ظل ارتفاع نبرة الاتهامات بالتزوير من مختلف القوى المتنافسة أبلغ رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات «الحياة» ان «قوانين المفوضية تتيح لأي مرشح الطعن بالانتخابات» مؤكداً ان «عمل المفوضية يتسم بالشفافية وتتم مراقبته من ممثلي المرشحين خصوصاً عند فرز الأصوات وعدها». وأبلغ رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي» عمار الحكيم «الحياة» بأن لدى المجلس شكوكاَ كبيرة من احتمالات تزوير نتائج الانتخابات. وانتقد بعض قرارات مفوضية الانتخابات، وعبر عن قلقه من «تأثير بعض القوى النافذة في المفوضية»، مشيراً خصوصاً الى «زيادة نحو 840 ألف اسم الى قوائم الناخبين من دون تبرير في الأيام الأخيرة»، لافتاً الى «احتمال استخدام بعض اوراق الانتخاب الاحتياط، وعددها 7 ملايين، في التزوير». وأشار الحكيم الى «الخروقات الكبيرة التي حصلت في الاقتراع الخاص، خصوصاً الضغوط التي مارسها قادة عسكريون مع الجنود ومنع الكثير منهم من التصويت وتهديد بعضهم بالاقتراع لقائمة محددة». ولفت خصوصاً الى «منع عناصر حماية المنشآت التي يقدر عددهم ب 90 ألفاً، من الاقتراع الخاص، فيما وضعت هذه العناصر في حال انذار كامل اليوم الأحد الأمر الذي يحرمها من الاقتراع». وعلى رغم حرص الحكيم على عدم تسمية الجهة التي يتهمها بالتأثير في عمل المفوضية إلا انه من الواضح انه يقصد بها «حزب الدعوة» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. وأكد الحكيم انه سيقف بقوة بوجه محاولات تزوير الانتخابات وأن «المجلس الأعلى» لن يقبل بنتائج الانتخابات اذ اتضح انها تعرضت لتزوير. وأبدى الحكيم استعداده للتعاون مع «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي «بعد الانتخابات على أساس برنامج سياسي واضح يمكن ان يتوسع التعاون ليشمل قوى أخرى منافسة». وفي الوقت نفسه حذر القيادي في التيار الصدري النائب قصي عبد الوهاب من تزوير الانتخابات، وقال ل»الحياة» ان «التيار كان منذ البداية ضد فكرة الاقتراع الخاص لعناصر القوى الأمنية بسبب عدم حياديتها» موضحاً ان «الكثير من المسؤولين الأمنيين، من وزراء ومستشارين وغيرهم، مشاركون في الانتخابات» وتساءل «كيف يمكن اذاً ان تكون الأجهزة الأمنية نزيهة ومحايدة». وحذر المرشح عن التيار الصدري محمد الدراجي من «تلاعب الحكومة والأميركيين في نتائج الانتخابات» وأوضح ان «للتيار الصدري 21600 مراقب سيكونون الأحد في كل مركز انتخابي في كل أنحاء العراق» مؤكداً ان «التيار سيعلن الثلثاء في مؤتمر صحافي نتائج الانتخابات كما سجلها ممثلوه» ولفت الى انه في حال جاءت نتائج مفوضية الانتخابات مغايرة للنتائج التي سجلها التيار فإن ذلك يعني بالتأكيد حصول تزوير»، ونصح الدراجي الحكومة العراقية والأميركيين باحترام خيارات الناخبين، وحذر من «ردود فعل التيار على اي محاولة تزوير». إلا ان رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري أبلغ «الحياة» ان المفوضية اتخذت كل الإجراءات الكفيلة بمنع التزوير ، ولفت الى ان الحديث عن التزوير يصدر عن كل المرشحين، وتساءل «فمن إذاً يقوم بالتزوير؟». وأوضح ان عمل المفوضية يتسم بالشفافية وتتم مراقبته من ممثلي المرشحين خصوصاً عند فرز الأصوات وعدها». وأضاف ان «قوانين المفوضية تتيح لأي مرشح الطعن بالانتخابات» وأن المفوضية تنظر في كل الطعون التي تقدم خلال 48 ساعة» موضحاً ان الطعون تنقسم الى 3 أنواع: حمراء وخضراء وصفراء». ورداً على سؤال عن سبب الاقتراع الخاص أوضح الحيدري ان الوزارات الأمنية، الدفاع والداخلية والأمن الوطني، تأخرت في تقديم قوائم عناصرها حتى 2 آذار (مارس) الحالي وتقدر بنحو 250 ألف اسم واتضح انها كانت ناقصة، فعملنا على توفير الفرصة للعناصر التي لم ترد أسماءها ضمن القوائم للاقتراع في ما سمي «الاقتراع الخاص، على ان يتم التدقيق في ما بعد بصحة اقتراع هؤلاء بمقارنتها ببيانات المفوضية». ولفت الحيدري الى ان الذين يتحدثون عن تزوير ربما يستشعرون خسارة ويلجأون الى هذا الأسلوب لتبرير خسارتهم لاحقاً بالقول انهم كانوا قد حذروا من التزوير».