وقعت الصين على اتفاقات في مجال الطاقة مع فنزويلا بهدف جعل ذلك العملاق الاقتصادي الآسيوي طرفاً رئيسياً في صناعة النفط والغاز في فنزويلا، خامس أكبر مصدر للنفط الخام في العالم. وتشمل 19 اتفاق تعاون تم التوقيع عليها في كراكاس خلال زيارة جينغ جينغونغ نائب الرئيس الصيني خططاً لاستثمارات صينية يبلغ حجمها ملايين عدة من الدولارات في قطاعي النفط والغاز في فنزويلا. وتتوقع فنزويلاً ايضاً الحصول على التمويل الصيني والدعم الفني لقطاعات الاتصالات والتعدين والزراعة. وتصدر فنزويلا أكثر من نصف انتاجها اليومي من النفط الى الولاياتالمتحدة في علاقة نفطية تربط بين البلدين منذ عقود. ولكن الرئيس الفنزويلي اليساري هوغو شافيز، وهو احد المنتقدين بشدة لواشنطن، أوضح انه يريد تنويع علاقات بلاده الخارجية في مجال الطاقة للحد من اعتمادها الاقتصادي على السوق الأميركية. وقال شافيز لجينغ خلال حفل التوقيع على الاتفاقات:"الصين قوة عالمية ... وهي لم تأت الى هنا بأطماع استعمارية وانما جاءت الى هناك كشقيقة، فليبارك الله الصين". لكن على رغم تصريحات شافيز المعادية لأميركا، يقول خبراء كثيرون ان الولاياتالمتحدة مازالت اهم سوق للطاقة الطبيعية الفنزويلية بسبب قربها كما ان مصافيها مهيأة لتكرير النفط الخام الفنزويلي. ويبلغ حجم الاستثمارات الاميركية في قطاع الطاقة في فنزويلا ملايين الدولارات. وفتحت الاتفاقات التي ابرمت مع الصين أول من أمس، والتي عززت مشاريع اعلنها شافيز خلال زيارة للصين في كانون الأول ديسمبر الماضي، فرصاً كبيرة امام شركة البترول الوطنية الصينية لتطوير النفط والغاز في فنزويلا. الى ذلك تغيب وزير الطاقة الفنزويلي رافايل راميريز عن اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك في فيينا أمس بسبب زيارة نائب الرئيس الصيني الى فنزويلا. وقالت وزارة الطاقة في بيان ان راميريز"لن يشارك في اجتماع اوبك في 30 كانون الثاني/يناير لأنه منشغل بمسائل مهمة جداً مرتبطة بزيارة نائب الرئيس الصيني الذي يزور كراكاس لتوقيع اتفاقات تعاون لا سيما في مجال الاقتصاد والطاقة". ويرأس راميريز ايضاً شركة النفط الوطنية"بتروليوس دي فنزويلا". وتنوي فنزويلا الدولة الاميركية اللاتينية الوحيدة العضو في"أوبك"زيادة صادراتها النفطية الى السوق الصينية عبر رفع انتاجها، خصوصًا من 2.9 مليون برميل يوميا في الوقت الراهن الى خمسة ملايين برميل في غضون خمس سنوات.