سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معلومات بريطانية عن اتفاق بين واشنطن ولندن على استراتيجية سحب قواتهما . بوش متأكد من ان الحكومة العراقية الجديدة ستطلب بقاء قواته للمساعدة في الحفاظ على الأمن
ذكرت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية امس ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا متفقتان على استراتيجية لسحب قواتهما من العراق. فيما اعلن الرئيس جورج بوش انه مستعد لسحب قواته اذا طلبت الحكومة العراقية ذلك. لكنه اضاف انه متأكد من ان الحكومة ستطلب بقاءها لتقديم المساعدة وليس كقوة احتلال. وأفادت الصحيفة البريطانية ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ونظيره البريطاني جيف هون اتفقا الاثنين على استراتيجية تعتمد على مضاعفة عدد رجال الشرطة العراقية الذين يتم تأهيلهم وتشكيل وحدات شبه عسكرية. وتوصل رامسفيلد وهون الى هذه النتائج استناداً الى توصيات اعدها الجنرال الاميركي المتقاعد غاري لوك الذي ارسلته وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون الى العراق في كانون الاول ديسمبر الماضي. واضافت الصحيفة ان قوات الشرطة العراقية ستحل بعد ان تصبح مؤهلة، محل قوات"التحالف"البالغ عددها 150 الفاً لتتمكن من مغادرة العراق. وأكدت بريطانيا ان الانسحاب تدريجاً من العراق من اولوياتها مع انها لم تعلن موعداً محدداً لتجنب تشجيع"المتمردين". ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري ان"وزير الدفاع يعمل بجد حالياً لإعداد استراتيجية انسحاب للقوات البريطانية من دون اعلان جدول زمني واضح". واكد مصدر في وزارة الدفاع ايضاً انه يمكن ان يطلب من قوات اسبانية وايطالية تدريب العراقيين. ومع ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا ترغبان في الانسحاب عندما يتم إحلال الاستقرار، قال الجنرال لوك ان ذلك قد يستغرق سنوات عدة قبل ان تصبح الشرطة العراقية عملانية. وكانت وزارة الدفاع الاميركية اعلنت انها تعتزم الابقاء على 150 الف رجل في العراق في السنتين المقبلتين. أما بريطانيا فأكدت ارسال 220 عسكرياً ليحلوا محل القوات الهولندية التي ستنسحب من العراق في آذار مارس المقبل. في واشنطن صرح الرئيس بوش في حديث الى صحيفة"نيويورك تايمز"امس بأن القوات الاميركية ستغادر العراق اذا طلب القادة العراقيون الذين سينتخبون الاحد انسحابها. الا انه اضاف انه يتوقع ان يطلب من القوات الاميركية"البقاء لتقديم المساعدة وليس كقوة احتلال". وزاد:"سمعت آراء اشخاص يتوقع ان يتحملوا مسؤوليات بعد الانتخابات مع انه من الصعب التكهن مسبقاً بذلك". وتابع"يبدو لي ان معظم القادة هناك يدركون ان قوات التحالف ضرورية على الأقل حتى يصبح العراقيون قادرين على القتال". ورداً على سؤال عما اذا كانت القوات الاميركية ستنسحب في حال طلبت منها القيادة العراقية الجديدة ذلك، قال بوش:"بالتأكيد. انها حكومة تتمتع بالسيادة". وبعد حوالي سنتين من اجتياح العراق أكد بوش للمرة الاولى ما قاله كبار المسؤولين في ادارته ان القوات الاميركية ستنسحب من العراق في حال طلب منها المسؤولون المنتخبون ذلك. وتابع ان"المسألة الاساسية التي اعتقد ان العراقيين يدركونها وادركها انا ايضاً، هي كيف نتأكد من ان المواطنين العراقيين ينظرون الى القوات الاميركية على انها للمساعدة وليست قوات احتلال". واضاف ان"النظر الى وجود التحالف على انه قوة احتلال يساعد المتمردين والمتشددين على الاستمرار في التأثير على الشعب بفكرتهم ان الحكومة ليست فعلا حكومته والحكومة متواطئة في احتلال البلاد". ويسود اعتقاد في واشنطن ان ادارة بوش تتعلق بأي موشرات للنجاح في الانتخابات وسط مطالبة متزايدة لسحب قواتها في اقرب وقت ممكن. ويقول الخبراء ان احداً لا يتكلم بجدية عن"الفرار"لأنه سيضر بسمعة الولاياتالمتحدة ويجعل دولاً مجاورة مثل ايران وسوريا اكثر نشاطا. وتتهم واشنطن الدولتين بأنهما تتدخلان في شؤون العراق. وحذر وزيرا الخارجية الجمهوريان السابقان هنري كيسنجر وجوج شولتز في صحيفة"واشنطن بوست"من ان"الانسحاب الاميركي المتعجل سيسفر عن حرب اهلية تهون دونها حرب يوغسلافيا وستصبح معقدة مع تصعيد الجيران تدخلهم".