رفضت وزارة الخارجية التركية تقديم توضيحات لتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتبر أن الانتخابات العراقية"لن تكون ديموقراطية"، واكتفت باصدار بيان دعت فيه العراقيين الى المشاركة فيها. وجاء ذلك في وقت بدأ العراقيون المقيمون في تركيا وغالبيتهم من التركمان يدلون بأصواتهم في الانتخابات وسط قلق حيال طموحات الأكراد بالسيطرة على كركوك وثرواتها النفطية في شمال العراق. وأكدت مصادر في الخارجية التركية ل"الحياة"أن تصريحات أردوغان مقدمة لموقف تركي لا يعترف بنتائج بعض الانتخابات البلدية في العراق وخصوصاً في كركوك، وذلك لما شاب عملية تسجيل الناخبين هناك"من شبهات كثيرة"، في اشارة الى مشاركة عشرات الآلاف من المهجرين الأكراد في التسجيل من دون اثبات اقامتهم وانتمائهم الى مدينة كركوك. وأضافت هذه المصادر أن الأحزاب الكردية في العراق تحاول"وضع يدها"على كركوك وتحويل الانتخابات البلدية فيها الى استفتاء مضمون النتيجة على هويتها، تمهيداً لضمها الى محافظات كردستان. وكان أردوغان صرح بأن الانتخابات العراقية لا يمكن اعتبارها"ديموقراطية"، لافتاً الى أن تركيا أبلغت كلاً من الأممالمتحدة وأميركا ب"حساسيتها"تجاه سيطرة الأكراد على كركوك. وفي غضون ذلك، توجه أ ف ب ناخبون عراقيون مقيمون في تركيا صباح أمس الى مركز اقتراع في احدى مدارس انقرة الثانوية وسط اجراءات أمنية معززة. وكانت المنظمة الدولية للهجرة أفادت بأن حوالي أربعة آلاف عراقي من أصل 30 ألفاً في تركيا سجلوا أسماءهم على اللوائح الانتخابية. ويشكل التركمان الناطقون باللغة التركية غالبية العراقيين المقيمين في تركيا، ويسعون الى الدفاع عن مصالحهم باعتبارهم"المجموعة الاثنية الثالثة بعد العرب والأكراد". ويقول جمال بياتلي المهندس المولود في كركوك والمقيم في تركيا منذ 32 سنة"ان كركوك روحنا ودمنا، انها ضرورية بالنسبة الينا"، مضيفاً:"جئت للتصويت لأبرهن أهمية الجالية التركمانية في العراق". ويعرب تحسين ساعتجي 63 عاماً المهاجر الى تركيا منذ الستينات عن اعتقاده"بأن الانتخابات سترسي الاستقرار في العراق وانا جئت الى هناك لحماية حقوق التركمان"، مشيراً الى"ان كركوك مدينة تركمانية منذ 300 سنة فكيف يصبح فيها التركمان أقلية؟ هذا مستحيل".