رفضت الخارجية التركية التعليق على طلب الاحزاب الكردية العراقية تأجيل الانتخابات البلدية في كركوك التي يفترض ان تجري بالتزامن مع الانتخابات العامة في كانون الثاني يناير المقبل، لما بعد عودة"جميع المهجرين الى المدينة وعودة الاوضاع فيها لما قبل بداية سياسة التعريب". وقال وزير الخارجية التركي عبدالله غل ان حكومته ستجري الاتصالات اللازمة مع الحكومة العراقية للاستفسار عن الامر. واشار الى ان هذا الطلب لم تعتمده الحكومة العراقية. وجاء ذلك في اعقاب اعلان الزعيمين الكرديين العراقيين جلال طالباني ومسعود بارزاني انهما اتفقا مع بقية الاحزاب الكردية العراقية على تأجيل الانتخابات البلدية في كركوك الى"حين الانتهاء من ملف المهجرين". الى ذلك بدأ في مصيف دوكان في كردستان العراق الخميس اجتماع دعت اليه الاحزاب الكردية للتحضير للانتخابات العامة، وحضر الاجتماع الذي يستمر يومين زعماء وممثلو 12 حزباً. وتناقش هذه الاحزاب دعوة كردية لدخول الانتخابات العامة في قائمة واحدة تضم: حزب"الاتحاد الوطني"و"الديموقراطي"و"الاتحاد الاسلامي الكردستاني"و"الاسلامي"و"الشيوعي"وحركة"الوفاق الوطني"و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"و"المؤتمر الوطني"، بالاضافة الى"الحزب الاشتراكي"و"الحركة الاشتراكية"، و"الحزب الوطني الديموقراطي"و"الديموقراطيين المستقلين". وفي حال توصل المجتمعون الى اتفاق على توزيع الحصص بينهم فان امر دخولهم الانتخابات في لائحة واحدة وارد لجمع اكبر عدد من الاصوات ككتلة انتخابية، تحافظ مستقبلاً على ما هو موجود في تشكيلة الحكومة بدلاً من تشتت الاصوات وتوزيعها. الا ان مصادر من داخل الاجتماع قالت ل"الحياة"ان هناك بعض الخلافات بين عدد من الاحزاب غير المنسجمة في التوجه الايديولوجي، وان ذلك يهدد فكرة الدخول في قائمة واحدة، على رغم المصلحة المشتركة لكل الاحزاب المشاركة. الا ان مصادر حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"قالت ل"الحياة"انه حتى لو رفضت الاحزاب المشاركة في الاجتماع فكرة القائمة الموحدة فان الاحزاب الكردية متفقة على خوض الانتخابات العامة في قائمة موحدة، وقال بهروز جالالي ممثل"الاتحاد الوطني"في انقرة ان الاحزاب الكردية ستخوض الانتخابات البلدية وانتخابات البرلمان الكردي في كردستان منفصلة الا انها متفقة بينها على خوض الانتخابات العامة في قائمة موحدة. واكد جالالي ان امر تأجيل الانتخابات البلدية في كركوك يستند الى المادة 58 من الدستور الموقت التي تدعو الى اعادة الاوضاع في المدينة الى ما كانت عليه قبل سياسة التعريب، وهذا ما دفع الاكراد الى المطالبة بتأجيل الانتخابات البلدية. الى ذلك اتهمت الجبهة التركمانية العراقية الزعامات الكردية بالتآمر لتغيير هوية كركوك باستقدامها آلاف الاكراد غير العراقيين لاسكانهم في المدينة. كما رفضت تأجيل انتخابات مجلس المحافظة مشيرة الى ان التأجيل يسعى اليه الاكراد لتغيير طابع المدينة التي تسكنها طوائف عدة من العرب والتركمان والاكراد. وقال مسؤول في الجبهة التركمانية العراقية ل"الحياة"ان طالباني وبارزاني يسعيان الى تأجيل الانتخابات لاستقدام آلاف الاكراد واسكانهم في كركوك. واضاف ان كركوك تتعرض اسوة بمدن اخرى الى سياسة التكريد بقوة السلاح. لافتاً الى ان الاعداد الحقيقية للاكراد المرحلين 11 الفاً فيما استقدم الحزبان الكرديان نحو 70 الف كردي الى المدينة.