بعد الشبكات الأصولية الأفغانية والشيشانية التي شكل تفكيكها والكشف عن عناصرها الشغل الشاغل لأجهزة الأمن والاستخبارات الفرنسية، جاء الآن دور الشبكات العراقية، حيث تم اعتقال 11 من اعضائها في عمليتين منفصلتين أمس ويوم الاثنين الماضي. وكانت دائرة مراقبة الأراضي الفرنسية دي اس تي، اعتقلت 7 أشخاص من بينهم امرأتان في الدائرة الباريسية ال19، الاثنين، في اطار أول حملة اعتقالات تستهدف الشبكات"الجهادية"العراقية. واستكملت هذه الحملة أمس بأربعة اعتقالات جديدة، تمت بموجب مذكرة صادرة عن القاضي جان لوي بروغيير، الذي يتولى التحقيقات الدائرة بطلب من محكمة باريس، في الصيف الماضي، عقب مقتل عدد من الشبان الفرنسيين في العراق. وتتركز هذه التحقيقات على الكشف عن الأساليب المتبعة لتجنيد الشبان الفرنسيين وحملهم على التوجه الى العراق للقيام بمهمات"جهادية". وعلم ان المعتقلين الذين لم يكشف عن هوياتهم ولا عن أعمارهم وضعوا قيد الاعتقال على سبيل التحقيق، في مقر ال"دي اس تي"الباريسي، فيما ذكرت صحيفة"لوفيغارو"ان من بينهم أشخاصاً من أصل تونسي وفرنسيين ممن اعتنقوا الاسلام. وتأتي هذه الاعتقالات في أعقاب القرار الصادر عن وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دوفيلبان، بعد تفجيرات مدريد ربيع 2004 ويقضي بتشديد الرقابة على الأوساط الاسلامية الأصولية في فرنسا. وتفيد المعلومات المتوافرة لدى المحققين ان المعتقلين يشكلون شبكة معنية بتجنيد الشبان الذين يترددون على مسجد الدعوة الواقع في دائرة باريس ال19. وأشارت"لوفيغارو"الى ان أحد أعضاء الشبكة اعتقل لدى عودته من موسم الحج، متوجهاً الى سورية حيث يقيم منذ مدة، عن طريق باريس. ونقلت عن وزارة الداخلية الفرنسية قولها ان حوالي عشرة من الشبان الفرنسيين توجهوا الى العراق عبر سورية. واعتبرت أجهزة الشرطة الفرنسية ان الشبكة التي تم تفكيكها، نشأت استناداً الى مبادرات فردية وليس بناء لنهج منظم يستهدف تجنيد الشبان الفرنسيين على غرار النهج الذي اعتمد في انشاء الشبكات الافغانية أو البوسنية أو الشيشانية. لكن السلطات اعتبرت ان من الأفضل التحرك سريعاً وتعطيل حركة هذه الشبكة العراقية قبل ان تتمكن من توسيع نطاق نشاطها. وكان أول ما لفت انتباه مسؤولي الأمن الفرنسيين لاحتمال وجود شبكة أو شبكات عراقية ناشطة على الأراضي الفرنسية نبأ مقتل الفرنسي رضوان الحكيم 19 عاماً في مدينة الفلوجة في تموز يوليو الماضي.