أكدت مصادر اسرائيلية رسمية السعي إلى إحداث تغييرات جذرية لا سابق لها على"الوضع القائم"لمدينة القدسالمحتلة، على صعيدي الأرض والسكان الفلسطينيين، في وقت كشفت فيه مصادر صحافية إسرائيلية خطة يعمل النائب الأول لرئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز، صاحب فكرة"الشرق الأوسط الكبير"، على تسويقها لاقناع البنك الدولي بتمويلها، وتقضي بانشاء خط سكة حديد يصل بين قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، ويمر في أحد الموانئ البحرية الاسرائيلية، وذلك كبديل عن إعادة تشغيل المطار الفلسطيني وانشاء ميناء على شواطئ غزة. وبعد مرور أسابيع على منع المقدسيين من اجتياز حاجز"قلنديا"العسكري، في الطريق إلى رام الله، أعلن القائد العسكري الإسرائيلي المسؤول عن هذه المنطقة الكولونيل ميكي أدلشتاين. انه، وابتداء من تموز يوليو المقبل الموعد المقرر للانتهاء من اقامة الجدار الذي تقيمه اسرائيل حول القدسالشرقية سيحظر على المقدسيين من حملة بطاقات الهوية الزرقاء الاسرائيلية الدخول الى رام الله، وعلى من يرغب بذلك الحصول على تصريخ خاص. ونقلت صحيفة"هآرتس"عن أدلشتاين قوله لمجموعة"محسوم واتش"وهي مجموعة سلمية نسوية اسرائيلية تعمل على مراقبة اداء الجنود الاسرائيليين على الحواجز انه وبعد الانتهاء من اقامة الجدار الاسمنتي يمكن تحويل حاجز قلنديا إلى"معبر". ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان حاملي بطاقة الهوية الاسرائيلية من المقدسيين سيتم التعامل معهم منذ التاريخ المذكور كما يتم التعامل مع الاسرائيليين في شأن دخول مناطق أ الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. وتحظر الأوامر العسكرية على الاسرائيليين دخول مناطق السلطة من دون اذن مسبق. وأوشكت السلطات الاسرائيلية على الانتهاء من اقامة الجدار على طول طريق رام الله - القدس الرئيس، عازلاً بذلك الأحياء الفلسطينية على جانبي الطريق مثل احياء الرام والضاحية والقرى الفلسطينية الواقعة الى الغرب من الجدار، فيما بدأت هذه السلطات بوضع بوابات على مفترق الطريق المؤدي غرباً الى بيرنبالا وشرقاً الى الرام لتشديد السيطرة الاسرائيلية على تنقل الفلسطينيين في هذه المنطقة. وأشارت"هآرتس"إلى أن خطة"العزل"الاسرائيلية، للقرى الفلسطينية، ستشمل إقامة"انفاق"تمكن فلسطينيين في القرى الغربية من التواصل، فيما سيقام جسر فوق المناطق الفلسطينية يخصص لمرور الاسرائيليين ويضمن تواصلاً بين المستوطنات اليهودية المقامة حول مدينة رام الله بيت ايل وكوهاف يعقوب وبنيامين، وصولاً إلى المستوطنات المقامة شرق القدس بسغات زئيف ومعاليه ادوميم. وأشارت مصادر فلسطينية الى اجراءات مماثلة سجلت على المدخل الجنوبي لمدينة القدس على الطريق الرئيسي المؤدي الى مدينة بيت لحم حيث يجري العمل على قدم وساق لانهاء اقامة الجدار في هذا المقطع، بعدما انجز المقطع المقام شرق المدينة المؤدي الى بلدة ابو ديس. وبانتهاء العمل في جدار"حاضن القدس"، بحسب التعبير الاسرائيلي، تكون الحكومة الاسرائيلية أعادت ترسيم حدود مدينة القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وتجريد آلاف المقدسيين ممتلكاتهم وعقاراتهم وأراضيهم من خلال تطبيق قانون"املاك الغائبين"على الذين يعيشون خارج هذه الحدود المصطنعة. في موازاة ذلك، كشفت صحيفة"معاريف"ان الحكومة الاسرائيلية تفكر في اخراج مشروع اقامة سكة حديد تصل بين قطاع غزة ومدينة طولكرم شمال الضفة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بيريز يعمل على تسويق هذا المشروع لدى البنك الدولي على أساس تقاسم تكاليف انشائه بين الطرفين، بحيث تتحمل اسرائيل تكاليف بناء تمديد الخط، الموجود أصلاً في بعض المناطق، بينما يتحمل البنك الدولي تكاليف شراء القاطرات والمقطورات وتجهيز محطات المعابر والتفتيش"بتكنولوجيا عالية". وقالت الصحيفة ان هذا الخط سيمر في ميناء اشدود الاسرائيلي للسماح للفلسطينيين بنقل بضائعهم الى غزةوالضفة الغربية، ويشكل بديلاً عن"الممر البري الآمن"الذي عمل به لفترة بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو. وفي شمال الضفة الغربية، حيث عاودت السلطات الاسرائيلية العمل في اقامة جدار يحيط بتجمع مستوطنات"ارييل"اليهودية المقامة على اراضي سلفيت والقرى المجاورة، بدأ المواطنون في قرية اسكاكا التي يقضم هذا الجدار أكثر من 1500 دونم من اراضيها الزراعية حملة احتجاجات شعبية ستصل ذروتها الجمعة المقبل في تظاهرة حاشدة للمطالبة بوقف بناء الجدار. وحذر المشاركون في الاحتجاج من تداعيات ذلك على مساعي التهدئة المبذولة فلسطينياً. وقال شاهر شتية من سكان مدينة سلفيت التي يهدد الجدار بقضم نحو 55 في المئة من أراضيها الزراعية ان بناء الجدار"لا يخدم أي تهدئة بل يخدم المخططات الاسرائيلية لكسب الوقت واستكمال الجدار الذي يفصل شمال الضفة عن جنوبها بشكل كامل اضافة الى تحويل القرى والمناطق السكنية الفلسطينية هناك الى اربعة كانتونات معزولة عن بعضها البعض مجردة من أراضيها الزراعية مصدر رزق اصحابها الاساس".