سرعت اسرائيل وتيرة العمل في الضفة الغربيةالمحتلة باتجاه تغيير معالمها الجيوديموغرافية، خصوصا في محيط مدينة القدس التي تسعى الى توسيع حدودها البلدية المصطنعة لتشمل 45 في المئة من اراضي الضفة، وذلك بمعزل عن الجهود الديبلوماسية المتباطئة للجنة الرباعية الدولية التي من المقرر ان يصل ممثلوها الى الاراضي الفلسطينية في ختام اجتماع لهم يعقد في منتجع شرم الشيخ المصري في 24 الجاري للبحث في خطة "فك الارتباط" الاسرائيلية. بعد اقل من اسبوع من قيام وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بجولة في الكتل الاستيطانية المقامة على مشارف مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية وتعهده "تعزيز" الاستيطان فيها، ازاح الجيش الاسرائيلي الحاجز العسكري المقام على مدخل المدينة بمسافة 500 متر على حساب اراضي بيت لحم، ليصادر ب "جرة حاجز" ما لا يقل عن 15 ألف دونم من اراضي المواطنين في المنطقة. وأكدت مصادر فلسطينية ان ازاحة الحاجز تمت تحت جنح الظلام وبسرعة كبيرة لتشديد الخناق على المواطنين وسلب المزيد من اراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني في المنطقة وتوسيع حدود بلدية القدس التي صنعتها اسرائيل. ويفتح هذا الاجراء المجال امام اقامة المستوطنة الجديدة التي تدرس البلدية الاسرائيلية اقامتها على اراضي بلدة الولجة القريبة التي صودرت معظم اراضيها ب"التقطيع" على مدى العقود الماضية. كما يشكل خطوة متقدمة على طريق تطويق جنوبالقدس بالكامل بالمستوطنات والحيلولة من دون أي تواصل جغرافي فلسطيني بين القدسالشرقيةوجنوب الضفة، ومانعاً أمام حركة المواطنين الفلسطينيين الى حين استكمال بناء "الجدار العازل" الاسرائيلي في هذه المنطقة. برج عسكري في قلنديا وتسريع الجدار في الرام وبالتوزاي، أنهت السلطات الاسرائيلية اقامة برج عسكري على حاجز قلنديا المقام على طريق رام الله - القدس شمال المدينة المقدسة، كما كثفت اعمال البناء في الجدار العازل في منطقة الرام القريبة. وأكد شهود ان قوات الاحتلال اغلقت طريق "المحاجر" في البلدة بشكل كامل في وقت انتشرت الحواجز العسكرية "الطيارة" المفاجئة الهادفة الى اعتقال مطلوبين في محيط المنطقة، بما في ذلك منطقتي "الضاحية" ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين. واحتجز الجنود عشرات الفلسطينيين وبطاقات هوياتهم وطاردوا رجلين في خطوة تعكس تشديد التدابير العسكرية شمال القدس. وكانت الشرطة الاسرائيلية شنت حملة اعتقالات في صفوف الناشطين ضد الجدار الاسرائيلي في بلدة الرام طاولت 20 شابا، بمن فيهم امين سر حركة "فتح" في بلدة الرام، في ضوء تصاعد الفعاليات الشعبية الاحتجاجية ضد بناء الجدار الذي يهدد بعزل 70 الف مقدسي عن المدينة. شعث يحذر في اوروبا من مخاطر التوسع الاستيطاني ديبلوماسيا، يتوجه وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في جولة اوروبية لاطلاع المسؤولين عن "مخاطر الجدار والتوسع الاستيطاني المتسارع على تطبيق خطة خريطة الطريق وعملية السلام". وأكد شعث في تصريحات ان اعضاء اللجنة الرباعية الدولية سيصلون الى الاراضي الفلسطينية في ختام الاجتماع الذي سيعقد في شرم الشيخ في 24 الجاري. ومن المقرر ان يصل مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى المنطقة في اول زيارة لمسؤول اميركي منذ فترة طويلة. وتصب الجهود الدولية في هذه المرحلة على اخراج خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة الى حيز التطبيق، في وقت يحذر الفلسطينيون من ان تكون اسرائيل استكملت مخططها بقضم معظم اراضي الضفة خلال هذه العملية، تاركة الفلسطينيين حبيسين في تجمعاتهم السكنية من دون ارض او تواصل جغرافي يؤمن حياتهم المعيشية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية.