فيما يتسارع العد التنازلي للانتخابات العراقية المقررة الاحد المقبل، تكثفت أعمال القتل والعنف والهجمات في العراق، واوقعت امس 11عراقياً بينهم قاض ورجال شرطة، واكثر من عشرة جرحى، فيما قتل 6 جنود اميركيين احدهم نتيجة اصابة بهجوم و5 في حادث سير. وتوقع ضابط اميركي هجمات واسعة مع دنو موعد الاستحقاق الانتخابي وخلاله. تابع المسلحون هجماتهم على مسؤولي الحكومة والشرطة في العراق في محاولة لإيجاد فراغ امني قبيل الانتخابات. واستهدفوا امس، امين سر مجلس القضاة الذي يشرف على كل المحاكم العراقية القاضي قيس هاشم الشمري 32 سنة وابنه الذي كان برفقته في شرق بغداد. وكان المسلحون في سيارة"اوبل"وقطعوا الطريق امام سيارة القاضي، وبعدما قتلوه وابنه ترجلوا من السيارة وهتفوا"هذا ما سيحصل للخونة الشيعة". وتبنت مجموعة"جيش انصار السنة"عبر موقعها على الانترنت عملية اغتيال القاضي، واكدت في بيان ان"اسود التوحيد قاموا بعمل يرضي الله ورسله، حيث نصب الابطال مكمناً محكماً لرأس من رؤوس الكفر والردة في الحكومة العراقية الجديدة، والمتمثل بمسؤول قضاة العراق، وبفضل من الله وحده استطاع المجاهدون اقامة الحد على هذا المرتد اذ انهالوا عليه ضرباً برشقات اسلحتهم هو وابنه الذي يعمل كحارس شخصي له فأردوه قتيلاً". وقتل ستة عراقيين بينهم ثلاثة من رجال الشرطة وجرح عشرة آخرون في احداث منفصلة في جنوب شرقي بغداد. واكد مسؤول في مستشفى الكندي"مقتل ثلاثة من رجال الشرطة ومدني وارهابيين في حين جرح عشرة بينهم سبعة من رجال الشرطة وامرأة ومدنيان". وفي حصيلة سابقة أكدت وزارة الداخلية سقوط ثلاثة شرطيين واثنين من المهاجمين. وشوهدت مروحيات أميركية تحلق في سماء المنطقة، فيما تحركت دبابات أميركية باتجاه موقع الاشتباكات. الى ذلك، قتل موظفان في وزارة التجارة بالرصاص في العاصمة العراقية بحسب ما افادت وزارة الداخلية. كما قتل مترجم يعمل مع القوات الاميركية برصاص مجهولين في بغداد، بينما قتل مدني برصاص جنود أميركيين عندما حاول بسيارته ان يتجاوز دوريتهم. وكان الجيش الاميركي اعلن في بيان مقتل احد جنوده بانفجار قنبلة في بغداد اول من امس. واعلن بيان عسكري مقتل خمسة جنود اميركيين وجرح اثنين في حادث سير وقع الاثنين قرب خان بني سعد، شمال العاصمة. ودهم جنود اميركيون امس، احدى كبرى محطات البنزين في مدينة الموصل والتي يشتبه في ان صاحبها يزود مقاومين وقوداً. وفتش عشرات من جنود الفوج الاول التابع لكتيبة المشاة الرابعة والعشرين مركز توزيع الوقود في النشيمة بحي اليرموك الذي يعتبر من معاقل المقاومة، واعتقلوا 21 عاملاً لاستجوابهم وكبّلوهم قبل نقلهم في سيارات مدرعة اميركية. واقتحم الجنود مكتب صاحب الشركة وصادروا امواله واربعة مسدسات وذخيرة. وألصقوا مناشير على جدران المحطة عليها عبارة:"عمليات ارهابية انطلقت من هنا"، كما وزعوا مناشير كتب عليها"جئنا نزورك لكنك لم تكن في بيتك فاعلم اننا سنعتقلك انت وأصحابك". وقال الكابتن براين كارول:"نشتبه في انه صاحب الشركة يزود خلايا ارهابية في المدينة وقوداً"، مضيفاً ان خمسة من شركائه مطلوبون ايضاً. في غضون ذلك، اعتبر نائب مدير العمليات العسكرية في العراق البريغادير ايرف ليسيل ان"المقاتلين العراقيين يخففون كما يبدو وتيرة عنفهم من أجل شن هجوم يعتبر سابقة"عشية الانتخابات او خلال الاقتراع. وأشار في مقابلة بثتها شبكة"سي ان ان"من بغداد، الى أن هناك تراجعاً بنسبة 05 في المئة لهجمات المقاتلين خلال الايام الاخيرة. وقال:"نعتقد أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة. انهم لا يستطيعون الاستمرار في معدل الهجمات التي كانوا يشنونها لكنهم يعدون العدة لشيء مشهود، في الايام التي تسبق الانتخابات وفي يوم الاقتراع". ورأى أن"تعليقات الزرقاوي الخاصة بشن الحرب على الديموقراطية، وجدت صدى سلبياً لدى الشعب، فغالبية العراقيين يريدون الادلاء بأصواتهم وأعتقد بأن الزرقاوي مستمر في ابعاد نفسه عن الشعب". وعلى صعيد الاعتداءات على المراكز الانتخابية، تعرض مقر المفوضية العليا للانتخابات في مدينة سامراء إلى هجوم بقذائف"هاون"ألحق أضراراً بالغة بالمبنى من دون ان يسفر عن إصابات لأنه وقع في ساعة مبكرة. وكان أعضاء المفوضية العاملون في المقر وعددهم 42 قدموا استقالاتهم مطلع الشهر استجابة لنداء من"هيئة علماء المسلمين"بمقاطعة الانتخابات. وانفجرت عبوة في مدرسة ببلدة الحويجة 55 كلم غرب كركوك معدة لتكون مركزاً انتخابياً. وهذا هو الحادث الخامس من نوعه خلال أسبوع. وكانت ثلاثة مراكز انتخابية في ثلاث مدن في إقليم صلاح الدين شمال العراق، تعرضت الى هجمات مساء اول من امس، وأكدت الشرطة ان مدرسة الطيور في مدينة الدلية تعرضت لهجوم صاروخي، بينما استخدمت متفجرات في هجوم ثان على مدرسة صلاح الدين الابتدائية في وسط تكريت، ووضعت عبوة في مدرسة بمدينة طوز. وذكر شهود أن مدرسة العودة التي أعد فيها مركز انتخابي في حي بغداد الجديدة جنوب شرقي العاصمة تعرضت لهجوم بعبوات، أسفر عن تدميرها. وإلى الجنوب من بغداد أفاد شهود عن تفجير مركز انتخابي في بلدة جرف الصخر ما أدى إلى مقتل حارس عراقي وجرح اثنين من المدنيين. وأشار الشهود إلى أن النار التهمت محتويات المركز والوثائق وملصقات انتخابية.