لو أن الفنانة اليسا علمت، قبل تصوير حلقتها من برنامج"لمن يجرؤ فقط"التي عرضت على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال مساء السبت الماضي وتعرض قريباً على القناة الفضائية، ان وقائع الحوار ستدور على الشكل والمضمون اللذين دارت فيهما، لفكّرت كثيراً قبل الموافقة. بل إن مصادر مقربة أكدت أنها لا تخجل من القول انها كانت رفضت الظهور في البرنامج، ذلك انها عندما سئلت، في اليوم التالي للتصوير، عن الجديد الذي قالته في الحلقة طلبت وقتاً كي تتذكر ما إذا قالت جديداً أو إذا طُرح عليها موضوع جديد، ثم أجابت بأن الجديد غير موجود. وعندما عرضت الحلقة أخيراً تأكد السائل من أن اليسا لم تبالغ حين قالت ان لا جديد فيها، بل تأكد من صدقها عندما أردفت قائلة إنها لو علمت بما سيجري فيها لاعتذرت بقوة. موافقة الفنانة اللبنانية اتت بعد أن شرح لها القيمون فكرة البرنامج، فاعتقدت"أن النقاش لن يبقى في اطار القيل والقال في الصحافة، بل سيتعداه الى الأبعد"، أما وان النقاش بقي في ذلك الإطار، فاليسا نادمة الآن! وما صحّ في الحلقات التي استقبلت الفنانة صباح والفنان رامي عياش من تطرّق الكلام الى موضوعات أكل الدهر عليها وشرب، صحّ أيضاً في حلقة اليسا التي اضطرت مجدداً الى الرد على أسئلة عن كلام قالته أو قيل عنها، وبات في النسيان. وللتذكير: هل يصدق أحد مثلاً أن حلقة الفنان رامي عياش تحدثت عن كل ما قيل عنه وعن مرضه في الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى، فدافع رامي عن نفسه فأفلح حيناً وفشل حيناً آخر، لكنها الحلقة لم تسأل رامي سؤالاً محدداً تطلب فيه أن يتحدث هو عن واقعه الصحي ويشرح للجمهور ما أصابه منذ اكتشافه الورم الحميد حتى اقتلاعه. وتالياً، مرّت ساعتان وربما أكثر من البرنامج بين رأي من هنا ورأي من هناك، ولم يعرض رامي رأيه مجرداً وبالتفصيل. وهنا يحضر سؤال: هل كان طوني خليفة يعتقد ان كلام الصحافة وعناوينها أكثر فائدة للجمهور من كلام رامي نفسه حين يتحدث بالضبط عن حاله الصحية؟ الفنانة أليسا في"لمن يجرؤ فقط"كانت جريئة لكن في موضوعات لم تعد تعنيها ولا تعني الجمهور. حتى الملحن جان صليبا الذي جيء به الى الاستوديو لإشعال فتيل النقاش، آثر أن يبتعد عن الشرّ ويغني له بعدما قمعته اليسا طالبة اليه عدم التطرق الى وقائع صارت من الماضي، وكان لها ما أرادت. فما هي الفائدة التي سيحصدها البرنامج لو أن جان صليبا فتح النار على اليسا شارحاً ما قالت له وما قال لها في موقف متوتر حصل قبل سنتين؟ وماذا يمكن أن يربح الجمهور لو حصل فتح نار وردّت اليسا وموضوع الخلاف المذكور انتهى، ومحاولة استعادته لا تغني ولا تسمن من جوع؟ بدا الامتعاض على وجه اليسا واضحاً، وبدت الحلقة سائرة في اتجاه إحداث"سكوب"اعلامي لم يتحقق، فلا الضيف الذي جاء يستفز اليسا كان موضوعه جديداً، ولا الموضوعات التي أثيرت - وكان مقصوداً بها الاستفزاز - كانت الا من سقط المتاع الإعلامي. لذا، كان من الطبيعي أن تندم اليسا لأنها ظهرت في حلقة تلفزيونية ملأى بأقاويل جاء أغلبها"مفبركاً"، وترددت فيها أفكار ومواقف معروفة غير كافية على المتابعين، وبالتالي ليس هذا ما كانت اليسا تنتظره، وقد مررت هذا الاعتراض خلال الحلقة مرتين، ثم كررته في حديثها إلى"الحياة". تبقى كلمة لطوني خليفة وهي أن فكرة"لمن يجرؤ فقط"قد تصلح لتكون جزءاً من فكرة برنامج منوّع لا أكثر، أي ان العناوين الصحافية والحوارات الإعلامية لأي فنان قد تفيد في استحضارها كفقرة معيّنة في البرنامج كما كان يفعل وما زال برنامج"مايسترو"... أما ان يحتل ذلك كل الوقت مع اضافة فقرة الضيف الثاني طمعاً في تفجير المواقف التي لم تنفجر بعد مع أحد، فالأمر يستدعي علاجاً عاجلاً ...