تواجه ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش الثانية، انطلاقة صعبة بعد اعلان مفاجئ لنائب وزير الأمن الداخلي آسا هاتشنسون أمس، عزمه على الاستقالة. وترافق ذلك مع تأخير"غير مستحب"من الكونغرس الأميركي للتصويت على تعيين كوندوليزا رايس خلفاً لكولن باول على رأس الخارجية، في وقت تصاعدت انتقادات من الحزب الديموقراطي وخصوصاً السناتور هيلاري رودهام كلينتون في شأن اداء الادارة"المنعدم الوحي والرؤية". واستنكر هاتشنسون في حديث لصحيفة محلية في ولاية أركنساو تجاهله مرتين وعدم منحه منصب وزير الداخلية خلفاً لتوم ريدج، واصرار الادارة على تعيين القاضي مايكل شيرتوف بعد اعتذار برنارد كيرك عن عدم قبول المنصب لضلوعه بفضائح مادية. وأضاف هاتنشسون أن"خيبة الأمل كبيرة والوقت حان للتغيير"، من دون تحديد أي مشاريع مستقبلية. ومع هاتنشسون، يصل عدد المستقيلين رقماً تاريخياً بتسعة وزراء ونائبي وزير، في انتظار ايجاد بدائل أو الموافقة على التعيينات الجديدة من الكونغرس. وبرزت سجالات بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي داخل مجلس الشيوخ الأميركي في هذا الصدد، أبرزها من جمهوريين في شأن"تأخير مقصود من الديموقراطيين"للتصويت على تعيين كوندوليزا رايس كوزيرة للخارجية للسنوات الاربع المقبلة. واتهم نواب جمهوريون الصف الديموقراطي ب"التلاعب السياسي"وعرقلة المهمة التي كان يتوقع انجازها عشية احتفالات التنصيب وتزامناً مع حفلة وداع كولن باول، بدل تأخيرها الى غد الاربعاء. وكانت رايس خضعت لامتحان شفهي أمام لجنة العلاقات الخارجية في المجلس التي أعطتها الثقة، باستثناء عضوين بارزين وهما المرشح الديموقراطي السابق جون كيري، والسناتور بربارا بوكسر التي وقفت في المواجهة مع رايس في شأن الحرب على العراق واتهمتها بخداع الرأي العام الأميركي، الامر الذي اعتبرته رايس"هجوماً شخصياً"على صدقيتها. وأكد السناتور جوزيف بايدن أن"تأني الكونغرس أمر طبيعي"وأن المعارضة عليه من جمهوريين هي"قمة التعجرف ومنافية للحقوق الدستورية". ويعتبر بايدن من الأعضاء ال16 الذين وافقوا على تعيين رايس في لجنة العلاقات الخارجية. وتترافق بلبلة الكونغرس مع انتهاء شهر العسل بين آل كلينتون وآل بوش، واقدام السناتور هيلاري كلينتون على توجيه كلمات قاسية للادارة في خطاب لها في جامعة"برانديز"في بوسطن أول من أمس. وانتقدت كلينتون، المحتمل ترشحها للرئاسة عام 2008، الخط السياسي والاقتصادي لادارة الرئيس بوش والذي"يتنافى مع التاريخ الأميركي الذاخر بالتضحيات والمتطلع لرؤية متقدمة". وأضافت:"أنا لا أرى اليوم الرؤية العميقة والمتقدمة التي قادها"رؤساء سابقون مثل"دوايت أيزنهاور وجون كينيدي وليندون جونسون". وأكدت كلينتون أن الحزب الديموقراطي أمامه الكثير من الأشغال في السنوات المقبلة، أولها اختيار رئيس له، الموضوع الذي يشهد تجاذباً بين التيار اليساري ومرشحه هوارد دين، والتيار الأكثر ميولاً للوسط والساعي الى انتخاب شخصية من الجنوب الأميركي لتوسيع قاعدة الحزب.