شهدت الساحة الأميركية تطورات متسارعة أمس، على خطي الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي، مع خضوع مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس الى جراحة بسيطة يقابلها جراحات سياسية في الكونغرس الأميركي، لتمتين قبضة الجمهوريين ومحاولات من الديموقراطيين لرص صفوفهم مع رفع صوت المعارضة. وتشمل عملية كوندوليزا رايس اليوم استئصالاً لورم غير خبيث في جدار الرحم يأتي بعد قبولها منصب وزير الخارجية خلفاً لكولن باول واثناء وجود بوش في رحلة الى تشيلي. وسيرافق ستيفن هادلي نائب مستشارة الامن القومي بوش الى قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادئ ايبيك في سانتياغو عاصمة شيلي مما يعطيه دوراً ديبلوماسياً بارزاً فيما يستعد لخلافة رايس كمستشار للامن القومي. ويعتبر هادلي من أبرز المقربين لنائب الرئيس ديك تشيني منذ مشاركتهم في ادارة جورج بوش الأب في 1988 ودخولهما في صفقات مع عملاقة النفط "هاليبرتون" في السنوات الأخيرة، بحسب موقع "بلومبرغ" الاخباري. فساد ورشاوى ومن البيت الأبيض الى مبنى الكابيتول، تبنى مجلس النواب الأميركي بغالبيته الجمهورية أمس قراراً يحمي زعيم الأكثرية توم ديلاي من تكساس من فقدان حقيبته في المجلس في حال ثبوت فضائح الفساد الانتخابي وقبول رشاوى. ووصفت زعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوزي من كاليفونيا القرار ب"الهرطقة السياسية والتعجرف". وذكرت بأن الجمهوريين لم ينجحوا في تمرير القرار عام 1993 عندما كانوا أقلية في المجلس. الديموقراطيون وعاد رسمياً أمس، المرشح الديموقراطي السابق جون كيري الى مقعده في مجلس الشيوخ كسناتور عن ولاية ماساشوستس وأكد نيته "متابعة المعركة لتغيير العالم". وأثار اعلان كيري احتفاظه بمبلغ 45 مليون دولار بعد الانتخابات والتي قد يستعملها في خوض السباق في 2008، جدلاً في أوساط الحزب الديموقراطي. واتهمه بعضهم ب"سوء ادارة الأموال أثناء الحملة" وعدم صرف ما يتوجب ل"هزيمة جورج بوش" أو باعطائها للحزب الديموقراطي لدعم مرشحيه للكونغرس. وطالبته دونا برازيل مديرة حملة المرشح السابق آل غور بتحويل الأموال الى صندوق الحزب. وكسر كيري الرقم الديموقراطي في حملته بجمعه 215 مليون دولار، كما قدم 40 مليون منها الى مرشحي الكونغرس الأميركي. وأشارت الحملة الى أن كيري خصص مبلغ 45 مليون لصرفه على أتعاب المحامين والدعوات القانونية اذا ما تتطلب الأمر بعد الحملة. كما تلقى كيري اتهامات من أوساط القيادة اللاتينية في الحزب والتي اتهمته ب"التلكؤ في التواصل مع اللاتينيين" الذين، وللمرة الاولى، تناسوا ميولهم التاريخية وفضلوا المرشح الجمهوري. وبدأ الديموقراطيون التحرك داخلياً لرص صفوفهم وتوسيع قاعدتهم لولايات الجنوب الوسط، من خلال ايقاظ "اليسار المتدين" واعادة احياء بعض القيم الاجتماعية في الحزب. وبرز أول من أمس حديث هيلاري كلينتون مع شبكة "سي أن أن" في هذا الاطار، اذ أكدت سيدة البيت الأبيض بين عامي 1992 و2000 التزامها الكامل بالرعاية الصحية وقضايا البيئة والتعليم، في محاولة لمغازلة المواطن العادي. وتركت الباب مفتوحاً امام ترشحها الى الرئاسة في 2008 ولمجلس الشيوخ في 2006 لتجديد تمثيلها ولاية نيويورك.