يعتبر الجنرال كولن باول الذي اختاره جورج بوش وزيراً للخارجية الأميركية أول وزير أسود في هذا المنصب. لكن باول الذي كان أحد مهندسي حرب الخليج الثانية يعتبر من الجمهوريين المحافظين ويتمتع بسمعة جيدة وب"موهبة تنفيذية" للأمور الموكلة اليه. وجاء اختيار بوش له نظراً الى الصداقة التي تربطه بوالده وسعياً الى إضفاء صورة الاحتراف على ادارته المقبلة. اوستن تكساس - رويترز - اختار الرئيس المنتخب جورج بوش أمس الجنرال المتقاعد كولين باول، أحد مهندسي حرب الخليج في 1991، لشغل منصب وزير الخارجية. وترشيح باول 63 عاماً لهذا المنصب ذاع أمره منذ اشهر حين لمح بوش اليه، خلال حملة الانتخابات الرئاسية كما ان الجنرال الجمهوري المتقاعد، وهو اميركي اسود يتمتع بشخصية قوية. وأتى الاعلان عن ترشيح باول في صالة الالعاب في المدرسة الابتدائية في بلدة كروفورد الصغيرة، وهى اقرب مكان لمزرعة بوش التي تبلغ مساحتها 1600 فدان، وتبعد ساعتين بالسيارة من اوستن عاصمة ولاية تكساس. ويحضر باول ونائب الرئيس المنتخب ديك تشيني الاعلان عن بدء تشكيل الحكومة. وعمل الاثنان في حكومة الرئيس الاسبق جورج بوش الاب. وفي حكم المؤكد ان يحظى اختيار بوش باول بشعبية نظراً الى أن الجنرال المتقاعد من اكثر الشخصيات التي تلقى اعجاباً في صفوف الحزب الجمهوري ويظهر نية بوش لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. وسيصبح باول اول وزير خارجية اميركي اسود. ونظراً الى الطعن في فوز بوش وما اعقب ذلك من معركة قانونية ممتدة مع الديموقراطي آل غور فقد تقلص الزمن المخصص لتشكيل حكومة الى النصف. وقال بوش الجمعة "خلال الاسبوعين المقبلين نأمل في تعيين معظم اعضاء الحكومة". واضاف انه "اختار عاملين في البيت الابيض يمثلون مجموعة من الاميركيين المتميزين الذين قبلوا خدمة هذا الوطن". وتوقعت مصادر في الحزب الجمهوري ان يعلن بوش عن اختيار اميركية سوداء هي كوندوليزا رايس لشغل منصب مستشار الامن القومي وهي من المساعدين والاصدقاء المقربين من بوش. ولمح بوش الجمعة خلال اجتماعه مع السناتور الديمقراطي جون برو عن ولاية لويزيانا الى انه سيعين ديموقراطيين في حكومته. ومن الشخصيات المحتملة السناتور السابق بينيت جونستون وهو صديق مقرب من برو الذي قد يرشح لتولي منصب وزير الطاقة. وقال اري فليشر المتحدث باسم هيئة انتقال السلطة "هناك تقليد لجمع الحزبين في الحكومة وهو تقليد صحي. المهم ان الشخصيات التي سيختارها الرئيس المنتخب لحكومته سيكونون من الذين يعملون بطريقة تعكس تعاون الحزبين لتنفيذ برنامج بوش". وكانت اول كلمة القاها بوش بعد اختياره ليكون الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة اشادة بالمصالحة ومداواة الجروح. واشار الى سجله في التعاون مع الحزب الاخر كحاكم لثاني اكبر ولاية في البلاد لمدة ست سنوات. وقال فليشر: "هذا ما فعله بوش في تكساس وقد فعل ذلك باقتدار". واضاف "انها طريقة للجمع بين الجانبين حتى يمكنك سن التشريعات في صورة قوانين". لكن محللين سياسيين قالوا ان الاسلوب الذي نجح في تكساس ربما لا ينجح بالضرورة في واشنطن، واشاروا الى انه نظراً الى انقسام مجلس الشيوخ بالتساوي وانقسام مجلس النواب بصورة يتمتع فيها الجمهوريون بغالبية ضئيلة فان الخلافات تصبح اعمق وذكريات المعركة الممتدة ستبقي لفترة أطول والمخاطر اكثر. وسيواجه بوش تحدياً رئيسياً في دفع برامجه في الكونغرس، خصوصاً خطته لخفض الضرائب بمقدار 3.1 تريليون دولار. ورجح رئيس مجلس النواب دينيس هاستيرت التعامل اولا مع خطط مثل الغاء الضريبة العقارية وضريبة الزواج التي اقرها الكونغرس عندما كان الجمهوريون يهيمنون عليه ونقضها الرئيس بيل كلينتون.