قدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن اقتراحات الى"حركة المقاومة الفلسطينية"حماس وفصائل المقاومة الأخرى تقضي بوقف عملياتها ضد اسرائيل في مقابل ضمانات دولية بالتزام الأخيرة وقفاً للنار ومنح هذه الفصائل دوراً سياسياً في الحكومة الفلسطينية وتعهداً بعدم التنازل عن القدسالشرقية وأراض أخرى في أي مفاوضات. وعرض عباس هذه الاقتراحات خلال محادثات في غزة ترمي الى اعلان وقف للنار على الجانب الفلسطيني لممارسة ضغوط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ليعود الى طاولة المفاوضات. ويفترض أن ترد الفصائل الفلسطينية المعنية على هذه الاقتراحات خلال الايام المقبلة، قبل جولة دولية لعباس سيحاول خلالها حشد التأييد لخطته. ونقلت صحيفة"ذي غارديان"عن المسؤول المكلف التفاوض مع"حماس"زياد أبو عمرو قوله إن عباس أبلغ الفصائل الاسلامية بأن لا مستقبل للمقاومة المسلحة وبأن انتخابه كان تأييداً لاستراتيجيته المبنية على اللاعنف، وبأنه في حال فشلها لن يكون هناك مستقبل للمفاوضات مع اسرائيل لسنوات عدة. وتابع أبو عمرو أن رئيس السلطة قال للفصائل الاسلامية:"أعطوني التزاماً وبعضاً من الوقت"، مشيراً الى أن عباس"سيذهب بعدها الى الأطراف المعنية ويسأل: ماذا ستفعل اسرائيل في المقابل؟". وزاد أن"الوضع الجديد على الأرض سيتحول الى نوع من الاتفاق. وسيحدث كل هذا في غضون أسبوعين". وكشف أبو عمرو أن عباس أعطى الفصائل ضمانات تتعلق بالحدود، مضيفاً أن"مطلبها السياسي"لُبي بسهولة لأن من المتوقع أن تفوز"حماس"بربع مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات المقرر اجراؤها هذا العام. لكن"ابو عمرو"أقر بأن"أبو مازن"يعي أن اسرائيل لن تقدم التزاماً علنياً بوقف النار لأنها لا ترغب في أن تظهر وكأنها تبرم صفقات مع"حماس". وتابع أن"أبو مازن"سيمارس ضغوطاً على قوى خارجية مثل مصر والولاياتالمتحدة بغية الحصول على ضمانات بأن لا تخرق اسرائيل وقفاً للنار، في حال تخلت الفصائل الفلسطينية عن المقاومة المسلحة. وأكد ان"المجتمع الدولي يراقب وسيعرف من هو جدي ازاء التزاماته ومن ليس كذلك". ورأى أن"أبو مازن"يعتمد على انتهاج واشنطن استراتيجية مختلفة عن تلك التي اتبعتها أثناء ولايته القصيرة كرئيس للوزراء قبل عامين. وقال:"يشعر الأميركيون بالذنب ازاء ذلك. يقولون إنهم لم يقوموا بما فيه الكفاية من أجل عباس". وفي السياق نفسه، كتبت صحيفة"ذي اندبندنت"البريطانية انه في حال موافقة المعارضة الفلسطينية على الهدنة، فان عباس يخطط لحشد تأييد الولاياتالمتحدة واوروبا ومصر وراء هذه الهدنة من اجل الحصول على وعد قاطع من اسرائيل بالتزام الهدنة. ونقلت عن ابو عمرو قوله:"اذا ارادت اسرائيل المساعدة تستطيع، وان ارادت تدمير الهدنة فستستطيع".