ذكر مصدر في وزارة الخارجية البريطانية أن وثائق خاصة يتم توزيعها في واشنطنوبغداد ولندن توضح تفاصيل سيناريو خاص بانسحاب القوات الأميركية والبريطانية من العراق في أسرع وقت ممكن. وذكرت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية التي اطلعت على هذه الوثائق الخاصة برسم السياسات، أنها تتخذ طابعاً أكبر من السرعة، لأن الحكومة العراقية الجديدة التي سيتم اختيارها بعد اجراء الانتخابات المقررة في البلاد بعد أسبوع واحد، إذا تمت بالفعل، يمكنها أن تحدد تاريخاً معيناً لانسحاب هذه القوات. ونسبت المطبوعة إلى السفير الأميركي في بغداد جون نيغروبونتي تأكيده أن قراراً أصدرته الأممالمتحدة يعلن أنه يتعين على القوات الأميركية وغيرها من القوات الأخرى الانسحاب إذا رغبت الحكومة العراقية في ذلك. وقال:"إذا كانت هذه هي رغبة الحكومة العراقية، فإنه يتعين علينا تلبية هذه الرغبة"، ولكنه أضاف:"لم يطلب أحد منا ذلك، ولم يتم إثارة هذا الموضوع، إلا أننا على استعداد لأن تبحث الحكومة العراقية الجديدة أي موضوع يتعلق بوجودنا هنا". من جانبه، قال المصدر في وزارة الخارجية البريطانية للصحيفة:"بطبيعة الحال فإننا نبحث مسألة الانسحاب من العراق وليس هناك مبرر للبقاء هناك". وأوضح:"ان هناك خططاً قائمة في بريطانياوواشنطنوبغداد تتعلق بالانسحاب عندما نتمكن من تحقيق ذلك". إلا أن المصدر أكد أنه"ليست هناك، مثلاً، وثيقة تقول إننا سنسحب قواتنا بحلول تموز يوليو المقبل أو أي موعد آخر، لأن هذا سيكون بمثابة لعبة سخيفة لن تؤدي إلى تحقيق النجاح". وأكد المصدر ان"هناك بالفعل وثائق عديدة تتضمن سيناريوات مختلفة". واشارت الصحيفة الى ان الحكومة البريطانية كانت ترسم سياستها على اساس موعد تقريبي للانسحاب في حزيران يونيو العام المقبل، لكن يبدو انه تم التخلي عن هذه الفكرة لتفاؤلها المفرط. وفي الوقت نفسه فإن شخصيات عسكرية بارزة في بريطانيا تسعى الى خفض عدد القوات المرابطة في العراق في أسرع وقت ممكن ولكنها تقر ايضاً بأنه من المرجح ان يظل عدد كبير من القوات مرابطاً في العراق حتى العام المقبل وربما لفترة اطول. وأبلغ مصدر دفاعي الصحيفة بأن القوات البريطانية ستنسحب عندما تريد الحكومة العراقية الجديدة ذلك ولكن المصدر قال:"اننا لم نصل بعد الى هذه المرحلة بشكل قاطع". واضاف انه حتى اذا اتخذ مثل هذا القرار اليوم فإن الأمر سيتطلب البقاء حتى نهاية العام للعمل على سحب القوات ومعداتها. ويرابط حوالي تسعة آلاف جندي بريطاني جنوبي العراق وهو عدد يعتبر ضئيلاً بالمقارنة الى حجم القوات الاميركية فيه. ومن ناحية أخرى فإن وزارتي الخارجية والدفاع في بريطانيا أعربتا عن قلقهما بعد الاطلاع على تقويم اعده بعض الخبراء الذين تم ايفادهم الى العراق لمراجعة التقدم الذي حققه الجيش العراقي الجديد. وذكرت"ذي غارديان"ان نحو خمسة آلاف جندي عراقي فقط من الجيش الذي يبلغ قوامه 120 الف جندي يمكن القول انهم حصلوا على تدريبات كافية تسمح بالاعتماد عليهم. ووفقاً لتقديرات اخيرة لنحو 135 الف ضابط شرطة عراقي فإن نسبة الثلثين فقط منهم تمارس عملها. وكذلك فإن نسبة ضئيلة من الشرطة العراقية تعتبر على مستوى عال من التدريب. وكان عضو في لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني زار العراق أواخر العام لماضي، اعلن ان الأمر سيتطلب ما بين عشرة الى 15 عاماً على الأقل قبل ان تتمكن القوات من الانسحاب من العراق لأن العراقيين ليسوا بوسعهم التجاوب مع الموقف الامني وسيحتاج الامر أعواماً طويلة لأن الموقف يشبه ما جرى في قبرص.