اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان ممثل بريطانيا لدى العراق جيريمي غرينستوك رفض مبادرة ديبلوماسيين سابقين وقعوا رسالة موجهة الى رئيس الحكومة توني بلير ودانوا فيها انحياز لندن الى سياسة واشنطن في الشرق الاوسط. فيما نقلت صحيفة "ذي غارديان" عن مسؤول رفيع المستوى ان القادة العسكريين يعارضون بشدة اقتراحاً لارسال المزيد من القوات الى العراق، كما يعارضون الانتشار في المنطقة التي كانت خاضعة للجنود الاسبان. ونقلت ناطقة باسم الخارجية البريطانية عن غرينستوك تأكيده انه قال "بوضوح انني لن اوقع الرسالة، ليس بسبب مهامي الحالية فقط، بل لأنني لا اتفق" مع مضمونها. وذكرت صحيفة "ذي تايمز" أمس نقلا عن أحد موقعي الرسالة اوليفر مايلز الذي كان سفيرا لبريطانيا في اثينا، ان غرينستوك امتنع عن توقيع الرسالة لكنه يؤيد مضمونها. واضافت الناطقة "تحدثنا مع جيريمي غرينستوك ... وقال انه لا يقبل التصريحات التي نقلتها الصحيفة عن اوليفر مايلز". واضاف غرينستوك: "لم تتم استشارتي في المشروع النهائي للرسالة واعتقد انها غير متوازنة وخلافية". وأفادت الصحيفة ان "موافقة غرينستوك ضمنا على مضمون الرسالة تشير الى خلافات مماثلة مع سياسة بلير على اعلى المستويات في الحكومة". ومنذ نشر الرسالة الاثنين، تسعى رئاسة الحكومة البريطانية ووزارة الخارجية الى التقليل من اهميتها، وتشككان في موضوعية موقعيها وتؤكدان انها تعكس وجهات نظر معزولة. وأعرب كبار القادة العسكريين البريطانيين عن رفضهم اقتراحاً بارسال المزيد من القوات الى العراق أو أي توسيع لنطاق المنطقة التي تخضع للسيطرة الى حين توفر اشارات أكثر وضوحاً للوضع القانوني بعد 30 حزيران يونيو موعد تسلم العراقيين السلطة. وأفادت صحيفة "ذي غارديان" ان بريطانيا تعرضت لضغوط لزيادة وجودها العسكري عشية انسحاب قوات من التحالف، خصوصاً القوات الاسبانية. ولكن مصدراً حكومياً بريطانياً ابلغ الصحيفة "ان كبار القادة البريطانيين يعارضون بشدة ان تنتشر القوات البريطانية في المنطقة التي كانت تخضع للسيطرة الاسبانية في العراق او ارسال المزيد من القوات". وأضاف المصدر ان أموراً عدة نوقشت في القيادة العسكرية البريطانية بما في ذلك ارسال ألفي جندي اضافي. وأشار المصدر الى المصاعب القائمة حالياً بعد القتال العنيف الذي تخوضه القوات الأميركية في الفلوجة. وزادت الصحيفة ان القادة العسكريين على الأرض أصروا على ان مهمتهم "دفاعية" وقد جاءت بعد الاستفزازات التي نجمت عن الهجمات التي قامت بها القوات الاميركية على رغم وقف اطلاق النار الساري المفعول في الفلوجة". وكانت وزارة الدفاع البريطانية أفادت امس انها لا تزال تبحث في خيارات كثيرة ولن تعترض على طلب سياسي لإرسال المزيد من القوات.