وقعت كنداوالصين اتفاقات أمس تهدف الى تعزيز التعاون في مجالي النفط والتعدين مع اختتام رئيس الوزراء الكندي بول مارتن ووزير التجارة جيم بيترسون زيارة رسمية للصين. وتأثرت الديبلوماسية الصينية بشكل متزايد بالحاجة الى تأمين امدادات النفط وغيره من الموارد من مختلف أرجاء العالم ومنها كندا، اذ اثار النمو الاقتصادي في الصين شهية كبيرة للطاقة والمواد الخام المعدنية. وأبلغ بيترسون الصحافيين في مؤتمر تجاري:"الصين تحول شكل التجارة العالمية. فهي تدفع أسعار السلع المصنعة للانخفاض وتشكل طلباً كبيراً جديداً على التكنولوجيا والموارد الكندية". وتسعى الصين الى تأمين الامدادات من اقليم البرتا الغني بالنفط في كندا ووقعت شركة"نوروست كورب"الكندية مذكرة تفاهم مع شركة"سينوبيك"النفطية الصينية لتقديم الاستشارات الجيولوجية في شأن استثمار الموارد في غرب كندا. وكانت"سينوبيك"و"بتروتشاينا"تتنافسان على اتفاق مع"انبريدغر"الكندية لادارة خطوط الانابيب التي تريد ضخ مشتريات الصين من النفط عبر خط انابيب مزمع اقامته طوله 1200 كيلومتر يمتد من البرتا. والصين هي ثاني أكبر شريك تجاري لكندا وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 18.7 بليون دولار أميركي في الشهور العشرة الاولى من العام الماضي لكن بيترسون يرى امكانية لزيادته. وقال:"علاقاتنا التجارية والاستثمارية مع الصين صغيرة مقارنة بامكانياتها ... ونحن نزرع الان للمستقبل". وقال ما شياو هونغ نائب وزير التجارة الصيني ان البلدين اتفقا على مضاعفة التبادل التجاري بحلول سنة 2010. ويلقي عرض من شركة"ماينمتالز كورب"الحكومية لشراء شركة"نوراندا"الكندية الضوء على ما اذا كانت الشركات الكندية ستتمكن من الاستثمار في قطاع التعدين الصيني وهو قطاع كانت الصين تحجم عن فتحه أمام الاجانب. واردات النفط أظهرت ارقام رسمية أمس ان واردات الصين من النفط الخام زادت بنسبة سنوية قدرها 31 في المئة الى 12.1 مليون طن في كانون الأول ديسمبر الماضي. وقالت الادارة العامة للجمارك ان واردات النفط الخام وصلت الى 122.7 مليون طن خلال العام الماضي بأكمله بارتفاع نسبته 34.8 في المئة مقارنة بعام 2003. والصين ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة، واستوردت 2.7 مليون طن من وقود الديزل الخفيف عام 2004 بارتفاع نسبته 224 في المئة مقارنة بعام 2003. وبلغت واردات وقود الديزل الخفيف 550203 اطنان في كانون الأول الماضي، فيما هبطت صادرات وقود الديزل الخفيف بنسبة سنوية قدرها 57.4 في المئة الى 58912 طناً في كانون الأول. وأضافت ادارة الجمارك ان الصين صدرت 499533 طناً من البنزين في كانون الأول، بانخفاض محسوب على اساس سنوي نسبته 23.4 في المئة بينما بلغت الصادرات 5.4 مليون طن خلال عام 2004 باكمله. استثمارات تايوان أظهرت بيانات رسمية أمس أن استثمارات تايوان في الصين ارتفعت بنسبة 51 في المئة الى 6.94 بليون دولار عام 2004، ما دفع وزارة الاقتصاد لتحذير الشركات من المخاطر المحتملة في الاقتصاد الصيني. والصين هي الشريك التجاري الرئيسي للجزيرة على رغم العلاقات السياسية الشائكة بينهما، اذ تطالب الصين بسيادتها على تايوان وتهدد بمهاجمة الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي اذا أعلنت رسمياً اقامة دولة. وقالت الوزارة:"يتعين على الشركات التايوانية البحث في المخاطر بعناية وتقويمها قبل الاستثمار في الصين نظراً الى الاختلال في امدادات المواد الخام في الصين في العام الماضي والقيود التي تفرضها على الاقتصاد الكلي وتزايد الضغوط لرفع قيمة اليوان". واليوان وهو عملة الصين ومربوط بالدولار. والشركاء التجاريون بقيادة الولاياتالمتحدة يريدون من الصين رفع قيمة عملتها قائلين ان السعر الراهن يعطيها ميزات تجارية غير عادلة. وتستثمر الشركات التايوانية، التي تشجعت بالسوق الكبيرة واللغة المشتركة في الصين منذ تقارب في العلاقات في الثمانينات، وفتحت أعمالاً تراوح من شركات للالكترونيات الى صالات التدليك. وبلغت استثمارات تايوان في الصين في الفترة من 1993 الى 2004 اجمالاً 40.8 بليون دولار وفقاً لحسابات"رويترز"استناداً الى بيانات وزارة الاقتصاد. ويقول المحللون ان الاستثمارات الفعلية أكبر على الارجح من ذلك، اذ ان العديد من الشركات التايوانية تضخ الاموال في الصين عبر طرف ثالث لتجنب القيود الصارمة على الاستثمار التي تفرضها الحكومة التايوانية. وتوصلت الصينوتايوان يوم السبت الماضي الى اتفاق تاريخي للسماح برحلات طيران عارض مباشرة خلال اعياد العام الصيني الجديد وهي خطوة يمكن ان تحسن العلاقات بين الخصمين اللدودين. وستكون رحلات الطيران العارض خلال اعياد السنة القمرية الجديدة اولى الرحلات المباشرة بين الصينوتايوان خلال اكثر من 50 عاماً. وحظرت تايوان الرحلات المباشرة الى الصين منذ خسر القوميون حرباً اهلية مع الشيوعيين عام 1949 وفروا الى الجزيرة.