تخطط الصين لزيادة وارداتها من النفط الخام السعودي بنسبة 11% بحلول العام القادم والذي من المتوقع أن يشهد معدل نمو مرتفع مقارنة بالعام الجاري 2012 في وقت سارعت المصافي هناك لرفع إنتاجها تحسبا لحدوث انتعاش اقتصادي وزيادة في الطلب على الوقود. وتعد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم ومن المتوقع أن تشتري حوالي 1.17 مليون برميل يوميا من النفط السعودي العام القادم، وذلك بزيادة قدرها 120.000 برميل يوميا من الكمية المتعاقد عليها هذا العام، وتستند تلك الأرقام وفقاً لتقديرات مصادر صناعية صينية معتمدة في تحليل حالة العرض. وتعتبر الصين، والتي تستورد حوالي 5.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام، ثالث أكبر مستهلك للنفط السعودي بعد الولاياتالمتحدة واليابان. ونمت واردات الصين من السعودية منذ مطلع العام الجاري وحتى شهر أكتوبر بنسبة 8.6 في المئة لتبلغ 1.06 مليون برميل يوميا مقارنة بنمو نسبته 12.6 في المئة عام 2011. وترى الصين أن المملكة العربية السعودية كشريك استراتيجي قادر على توفير إمدادات مستقرة، فيما تدخل شركات الطاقة الحكومية في البلدين في استثمارات 10 بليون دولار في مشروع مشترك لبناء مصفاة لتكرير 400.000 برميل يوميا على ساحل البحر الأحمر في المملكة. وتأخذ شركة سينوبك والتي تعد أكبر مصفاة في آسيا أكثر من 80 في المئة من مجموع الإمدادات السعودية إلى الصين، بينما تستخدم شركة بتروتشاينا ثاني أكبر مصفاة في الصين وشركة ساينوكيم، ما تبقى من الإمدادات السعودية. وتنامى حجم واردات شركة سينوبيك من النفط الخام السعودي بزيادة مطردة على مدى السنوات الماضية ومن المتوقع أن ترتفع وفقا لسعي الشركة لرفع طاقتها التكريرية على مدى السنوات القليلة القادمة وفق مصادر التجار في الصين. وتخطط سينوبيك زيادة الواردات السعودية لتصل إلى 80.000 برميل يوميا، لتقابل حجم توسعة مرافقها التكريرية حيث أضافت مصفاتين جديدتين إحداها بطاقة 200.000 برميل يوميا في جنوب الصين وأخرى بطاقة 160.000 برميل يوميا في شرق الصين. وألمح التجار إلى أن ارامكو وسينوبك تتجهان لوضع اللمسات الأخيرة لتعاقدات 2013. الجدير بالذكر أن شركة ارامكو نجحت في تكوين تحالفات مع شركاء عالميين صينيين وإقامة مشروعين مشتركين في الصين وهما مشروع التكرير وإنتاج الإيثيلين في مقاطعة فيوجان (بين شركات تابعة لكل من أرامكو السعودية وساينوبك وإكسون موبيل) ومشروع مصفاة شينداو وهو مشروع مشترك بين شركتين تابعتين لكل من أرامكو السعودية و(سينوبيك) إلى جانب حكومتي إقليم ومقاطعة شينداو. وبلغ إجمالي استثمارات شركتي ارامكو وسابك في الصين نحو 26 مليار ريال حيث تضخ ارامكو وشركائها (18.750) مليار ريال ما يعادل خمسة مليار دولار في مشروع فوجيان المشترك للتكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية وتسويق الوقود فيما تضخ سابك وشريكها الصيني (6.375) مليار ريال ما يعادل (1.7) في مشروع سابك ساينوبيك البتروكيماوي في تيانجين بالصين.