عيد مختلف للعراقيين في بريطانيا، فهذه المرة الاولى التي يتبادلون فيها التهاني في أجواء انتخابات مع تمنيات باستقبال العيد القادم ب"أوضاع أفضل في الوطن الحبيب". وترافقت عملية هذه التمنيات مع عملية تسجيل الناخبين في بريطانيا التي بدأت الاثنين الماضي وتنتهي غداً. وانقسمت الآراء بين الذين يرون بريق أمل في الانتخابات والذين يشككون بجدواها. اختار 2585 عراقياً مقيماً في بريطانيا التسجيل للانتخاب أول من أمس، أول أيام عيد الأضحى المبارك. فغصت بهم قاعة ويمبلي اللندنية، حيث مركز التسجيل والاقتراع في العاصمة. وحمل بعضهم الحلوى الى القاعة وقدّموها الى العاملين من"المنظمة الدولية للهجرة"احتفالاً بالمناسبة، وسُمع احدهم يقول ان"تاريخ العراق يُكتب مع تسجيل كل ناخب". ووصف مهدي كاظم 25 عاماً يوم تسجيله بأنه"يوم فرحة"، قائلاً انه وعائلته اختاروا أول أيام العيد للتسجيل"لأنه هذا هو العيد حقاً حين ينبثق الأمل بمستقبل أفضل بعد سنوات من المعاناة". ورأى مهدي هذه التجربة بأنها بمثابة"صفحة جديدة للشعب العراقي كله". ووظفت"المنظمة الدولية للهجرة"حوالي 500 عراقي في بريطانيا للعمل في مراكز التسجيل، التي ستصبح مراكز اقتراع الاسبوع المقبل. ويعمل الموظفون من السابعة صباحاً حتى السادسة مساءً يومياً، اذ تفتتح المراكز من الثامنة صباحاً حتى السابعة مساءً بعدما مددت ساعات العمل لتمكين أكبر عدد من الناخبين من التسجيل. ويوجد عراقيون من كل الأطياف والقوميات يعملون جنباً الى جنب من أجل انجاح عملية الاقتراع. وقالت مساعدة رئيسة برنامج الاقتراع في لندن نسار طالباني ل"الحياة":"لا أصدق اننا نرى اليوم الذي نستطيع التصويت فيه، فكل واحد يعمل هنا يشعر بأنه يساهم في صنع التاريخ". يلاحظ ان الكثير من العراقيين الوافدين الى مركز التسجيل لا يعلمون بعد لمن سيصوتون. ويأتي كثيرون للاستفسار من العاملين في المركز عن الأحزاب والقوائم المرشحة للمجلس الوطني. وشرحت طالباني ان ذلك"يشعرنا بالحرج لأننا يجب ان نكون حياديين ولا نستطيع التدخل". الا ان بعض الأحزاب السياسية، خصوصاً تلك التي لديها مكاتب حزبية خارج العراق، توزع المنشورات خارج القاعة، كما توجد مجموعة توزع منشورات تدعو الى مقاطعة التصويت. وتحدث عراقيون عن نيتهم التسجيل فقط، ويرون في عملية تسجيل العراقيين خارج بلادهم عملية تعداد سكاني غير رسمية. ولم يخف البعض انه ينوي التصويت بورقة اقتراع خالية لتسجيل موقف معارضة للقوائم المرشحة كافة. وأعلنت"المنظمة الدولية للهجرة"انه بعد أربعة أيام من تسجيل الناخبين خارج العراق، وصل عدد الناخبين الى 93847 عراقياً، علماً أنها توقعت وجود مليون ومئتين وخمسين ألف ناخب عراقي خارج البلاد. وفي لندن بلغ عدد المسجلين اول من امس 8506 من أصل 150 ألف ناخب. وتوقعت طالباني ان تتضاعف هذه الأعداد اليوم وغداً اذ تصادف عطلة نهاية الاسبوع ويستطيع العاملون التصويت خلال ذلك اليومين. كما ان احزاباً عراقية عدة اعلنت نيتها تجهيز وسائل خاصة لنقل الناخبين الى مركز الاقتراع خلال عطلة نهاية الاسبوع. وتوقعت طالباني ان بعض العراقيين"لن يصوتوا خوفاً على أقاربهم في العراق من جماعات تهدد الناخبين وآخرين يمتنعون لأنهم لا يؤمنون بالأحزاب السياسية المشاركة".