يفتتح الاتحاد الأوروبي وتونس صفحة جديدة في علاقاتهما ويعقدان اجتماعات في تونس اليوم وغداً تستهدف دعم المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ويفتتح الاجتماع منسقة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون ورئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي. والاجتماع سابقة لأنه الأول بين الاتحاد وإحدى دول «الربيع العربي». ويشارك فيه ممثلون عن دول الاتحاد ومصارف التنمية وكبار رجال الأعمال الأوروبيين الذين دعتهم تونس والاتحاد «لإطلاق رسالة ايجابية في اتجاه القطاع الخاص للعودة والاستثمار في تونس». وتشارك في الاجتماع رئيسة الكونفيديرالية السويسرية ميشلين كالمي ري للبحث في إمكانات وضع آلية لاستعادة الأموال التي هربها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته. وتتفاوت قيمة الأصول المهربة في المصارف الأوروبية بين بليون وأكثر من 10 بلايين يورو. وتواجه كل من تونس ومصر تعقيدات إجرائية كثيرة لاستعادة الأصول ولم تتمكنا حتى الآن من إلزام الدول الأوروبية بوضع آلية موحدة تمكن البلدين من استرجاع الاموال التي نهبت من الخزينة العامة. وقال المبعوث الخاص لدول جنوب المتوسط برنار دينو ليون ل «الحياة» إن الاجتماع «يعكس الأهمية السياسية التي تكتسبها التجربة التونسية في التحول إلى الديموقراطية ودولة القانون». ويعقد الاجتماع قبل ثلاثة أسابيع عن أول استحقاق انتخابي ديموقراطي تشهده تونس منذ عقود. ويعلق الاتحاد الأوروبي آمالاً على مسار انتخاب المجلس الوطني التأسيسي في 23 تشرين الاول (اكتوبر). وقالت ليون أن «الاتحاد يراهن على نجاح الانتخابات في تونس من أجل أن تكون سابقة ايجابية بالنسبة للدول التي تشهد تغيرات كبيرة». وكان برناردينو ليون أجرى مشاورات دورية منذ توليه مهمة المبعوث الأوروبي في تموز (يوليو) الماضي، مع مختلف مكونات الحيز السياسي التونسي. وقال ل «الحياة» إن «الأحزاب كافة ومنها حركة النهضة (الاسلامية) تعي أهمية تزود البلاد بدستور ديموقراطي». كما لمس ليون «حرصاً على عدم المس بعلاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي الشريك الرئيسي للبلاد على رغم مخلفات صمت الأوروبيين على انتهاكات حقوق الانسان ومسايرة الدول الأوروبية المتوسطية حكم بن علي لأنه كان يسوق مكافحة الارهاب والاسلاميين والهجرة السرية في مقابل الصمت الدولي على تدهور أوضاع حقوق الانسان». ويستوعب الاتحاد الأوروبي نحو 80 في المئة من التجارة الخارجية ويساهم بالنسبة نفسها في إجمالي الاستثمارات المباشرة في تونس. وأوضح برناردينو ليون بأن الاتحاد الأوروبي أجرى مراجعة استراتيجية لعلاقاته مع الدول العربية في ضوء التغيرات الكبيرة التي انطلقت في تونس في مطلع العام. ومن المقرر أن تبدأ المفوضية الأوروبية مفاوضات تعميق العلاقات مع كل من تونس ومصر والمغرب والأردن.