اقر عدد من المفكرين والباحثين العرب وثيقة للسيناريوهات المحتملة ل"الصراع العربي - الإسرائيلي: رؤية استراتيجية حتى 2015"في ختام مؤتمر متخصص في عمان دعا اليه مركز دراسات الشرق الاوسط. واكد مدير المركز جواد الحمد ان وثيقة المؤتمر هي ملك للأمة العربية جميعاً واعداً بنشرها وايصالها الى اصحاب القرار في كل المواقع. وكان المؤتمر استعرض الواقع الراهن للأمة والميزان الاستراتيجي في الصراع العربي - الإسرائيلي، ومخاطر استمرار الخلل في هذا الميزان، خصوصاً في ظل غياب الرؤية الإستراتيجية العربية الموحدة. واوصى المؤتمر الحكومات والأحزاب والتنظيمات والمؤسسات والأفراد ذوي العلاقة بصياغة القرار للاستفادة من السيناريوهات التي توصل إليها المؤتمر كأساس وإطار عام لوضع الخطط، وتشكيل الرؤى السياسية، وبلورة اتجاهات التعامل اللازمة مع كل منها لدفع المتغيرات نحو تحقيق المشروع العربي الإسلامي، وتعزيز اتجاهات مقاومة المشروع الصهيوني وأدواته. ودعا المؤتمر الأطراف العربية التي شاركت في عمليات التسوية والتطبيع مع إسرائيل الى اعادة تقويم تجربتها في ضوء المؤشرات التي تؤكد"الضرر البالغ الذي تسببت به هذه الاتجاهات على القضية الفلسطينية، وعلى اتجاهات الصراع العربي - الإسرائيلي لصالح المشروع الصهيوني". وطالب المؤتمر بضرورة حشد الإمكانات والطاقات العربية لصالح مواجهة الخطر الصهيوني المحدق، ووقف كل أشكال الاستنزاف الداخلي، سواء على صعيد المزايدات السياسية والإعلامية أو على صعيد العنف والإرهاب وترويع الآمنين، وتحقيق الإصلاح السياسي الشامل، وبناء المجتمع الديموقراطي الحر ومعالجة ظواهر الانحراف الفكري وأعمال العنف والإرهاب المحلي وفق منظور وطني عربي استراتيجي يتخذ من المعالجة الاجتماعية والفكرية إطاراً لتحقيق مزيد من الوحدة الوطنية، واحتواء تداعيات المعالجات الأمنية لهذه الظواهر. واوصى المؤتمر بتطوير القدرات العربية العسكرية بكل المستويات بما يعالج الخلل في التوازن الاستراتيجي مع القدرات الإسرائيلية ووضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، ويؤكد رفض حالات الاحتلال والتهديد بالعدوان على دول عربية بما يخدم المشروع الصهيوني. واعلن المؤتمر رفضه للاشكالية التي خلقتها السياسات الأميركية والإسرائيلية في الخلط بين المقاومة والإرهاب، واكد دعمه للمقاومة المشروعة للاحتلال بكل الوسائل، وادان الارهاب الذي يستهدف الأبرياء والمدنيين من دون تمييز. وطالب المؤتمر المفكرين والسياسيين العرب بتبني هذا الموقف والدفاع عنه وتشجيع المنظمة الدولية على تبنيه. وناشد المؤتمر الحكومات والقوى العربية ومؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي العمل على تطوير دور العرب في السياسة الدولية، بما يحقق مشاركتهم الفاعلة في رسم مستقبل المنطقة والعالم. ودعا الى تعزيز الحوار مع دول الجوار العربي بما يؤمن المصالح المشتركة ويدعم الموقف العربي في الصراع العربي ? الإسرائيلي في آسيا وأفريقيا وأوروبا. وأكد المؤتمر اهمية وحدة الشعب الفلسطيني، ونبه إلى مخاطر الصراعات الداخلية الجسيمة التي تهدد بتشتيت قواه في مواجهة الاحتلال. ودعا المؤتمر الإعلام العربي إلى بناء الثقة في نفوس الشباب العربي والفلسطيني لتحمل مسئولياته تجاه قضية فلسطين والقضايا العربية. وشدد المؤتمر على اهمية تعزيز دور الجامعة العربية لإعادة الثقة بها كهوية جامعة للعرب وحاضنة لسياساتهم، خصوصاً في ظل المشاريع الشرق أوسطية. والتشديد على أهمية تفعيل قراراتها والعمل على إحياء مكاتب مقاطعة إسرائيل في الدول العربية. واشار المؤتمر إلى مخاطر استمرار الهيمنة الأميركية على المؤسسات الدولية لفرض الحصار على الدول العربية أو للتدخل في شؤونها الداخلية، ودعا إلى إصلاح الأممالمتحدة بما يجعل للعرب وزناً مؤثراً ويحترم مصالح شعوب المنطقة والعالم. واوصى بتكثيف الجهود والمشاركة الفاعلة في التيارات الدولية المناهضة للعولمة والتي تندد بالسياسات الأميركية وبالممارسات الإسرائيلية في فلسطين.