أكدت مصادر السلطات المحلية اليمنية في محافظة صعدة شمال غربي البلاد ان قوات مشتركة من الجيش والأمن شنت ليل الثلثاء - الاربعاء هجوماً كبيراً مدعوماً بالدبابات والمدفعية الميدانية والوحدات الخاصة على جبل ومرتفعات القلعة شمال مدينة صعدة لملاحقة عناصر"حوثية"مسلحة تحصنت فيها، بعد مهاجمتها دوريات ونقاط عسكرية في مناطق الخفجي وآل ضبيان الاثنين والثلثاء الماضيين. وقتلت القوات المهاجمة نحو 16 من اعضاء تنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد بزعامة بدر الدين الحوثي، قبل ان تقتحم تحصيناتهم وتسيطر عليها بعد ساعات من الهجوم. وقالت المصادر ل"الحياة"ان العملية العسكرية التي وصفتها ب"السريعة والناجحة"على جبل القلعة، بين صعدة وسوق الطلح، جاءت رداً على كمائن نصبها مسلحون من اتباع"الحوثي"لدوريات ونقاط أمنية واسفرت عن مقتل وجرح عدد من أفراد الدوريات وآخرين مدنيين في هذه المناطق. وأضافت ان الدوريات الأمنية والعسكرية عززت حملات ملاحقة المسلحين الفارين واعتقلت عدداً من المشتبه في تورطهم بنشاطات تخريبية واعتداءات على الدوريات الأمنية وأعمال مخالفة للقانون. وكانت مصادر متطابقة غير رسمية في محافظة صعدة قالت ان عدد القتلى بين افراد الدوريات والنقاط العسكرية التي استهدفها الحوثيون خلال اليومين الماضيين في الضواحي الشمالية والشرقية لمحافظة صعدة ارتفع الى 7 قتلى ونحو 18 جريحاً. وأشارت المصادر الى قيام القوات الحكومية بتعزيز وجودها وانشاء نقاط تفتيش على الطرقات الرئيسية المؤدية الى مناطق الاحداث والتي يتجمع فيها المئات من اتباع"الحوثي"، اضافة الى دوريات مكثفة في القرى والاسواق وحول المنشآت الحكومية وأماكن التجمعات. وقالت ان الوضع مرشح لمزيد من المواجهات بين الطرفين خصوصاً ان القوات الحكومية تأخذ في حسابها مثل هذا الاحتمال. الى ذلك، شن الرئيس علي عبدالله صالح هجوماً على من وصفهم بالواقفين وراء اضطرابات صعدة، وقال في محاضرة ألقاها أمام طلاب الكلية الحربية وعدد من ضباط القوات المسلحة ان اتباع"الحوثي"رفعوا شعار الموت لأميركا والموت لاسرائيل بهدف استعداء الاجنبي على الوطن، وان حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في المواجهات العام الماضي في جبال مران على يد القوات الحكومية ضلل البسطاء من الناس وكان يقول لهم ان طائرات أميركية تقوم بقصف تحصيناتهم من البحر. وأضاف ان هؤلاء"دجلوا على الشعب أيام الحكم الإمامي قبل الثورة العام 1962 ولأكثر من الف ومئة سنة، ويريدون ان يدجلوا عليه مرة ثانية في زمن الثورة والوحدة والديموقراطية، على رغم وجود الجامعات والمدارس وتحقيق الانجازات الوطنية واعادة الملكية الأمامية مرة أخرى، فهل نأتي بإمام جديد من صعدة؟". وأكد صالح ان"المؤسسة العسكرية والأمنية ستبقى على الوفاء لحماية الوطن والثورة والنظام الجمهوري والولاء للمبادئ والمكاسب الوطنية ودحر المتآمرين والاعداء وستقف ضد من يحاول اعادة عجلة الزمن الى الوراء".