اقتحمت القوات الحكومية اليمنية آخر معاقل المتمردين من اتباع الداعية المتشدد حسين بدر الدين الحوثي في جبال مران، في عملية وصفت بأنها الأضخم التي يشنها الجيش على "الحوثيين" في محافظة صعدة شمال البلاد منذ اندلاع المواجهات بين الجانبين في 18 حزيران يونيو الماضي. راجع ص 2. وأسفر القتال الجديد عن مقتل نحو 50 شخصاً وجرح 100 من الجانبين، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من اتباع "الحوثي" خلال العملية التي استمرت حتى ظهر أمس، بعد فشل الوساطة الأخيرة التي بعث بها الرئيس علي عبدالله صالح لإقناع الحوثي بتسليم نفسه الى السلطات من دون قتال حقناً للدماء. وعلمت "الحياة" أن لجنة الوسطاء عادت أمس إلى صنعاء وستلتقي الرئيس صالح وتصدر بياناً عن جهودها. وعانى الوسطاء من مماطلة الحوثي الذي اختار في المرة الأولى ثلاثة منهم فقط لمقابلته هم شقيقه يحيى عضو مجلس النواب والنائب محمد بدرالدين المؤيدي والشيخ صالح الوجمان، ثم انتقى في المرة الثانية خمسة وسطاء من العلماء وقادة أحزاب المعارضة لمقابلته، ثم أبلغهم بأنه سيحدد لهم موعداً جديداً. لكن القوات الحكومية نفذت عملية الاقتحام بعد انتهاء الفترة المحددة للوسطاء. وأكدت مصادر عسكرية في صعدة ل"الحياة" أن الحوثي استغل فترة وقف اطلاق النار الذي امر به الرئيس صالح لشن هجمات على مواقع الجيش ونصب كمائن لدورياته، مما ادى الى مقتل وجرح العديد من أفراده. وأضافت المصادر ذاتها انه رغم ان "الحوثيين" أبدوا مقاومة عنيفة في الدفاع عن آخر تحصيناتهم وواجهوا القوات الحكومية المهاجمة بكثافة نارية فائقة، الا انهم اضطروا الى الهرب مع زعيمهم إلى قرية المجازيب حيث يستخدمون النساء والأطفال المدنيين دروعاً بشرية لمنع القوات الحكومية من اقتحامها. وأشارت المصادر الى أن الحوثي دعا صباح أمس عبر بعض أبناء المنطقة القوات الحكومية الى التفاوض وحذرها من دخول القرية أو المواقع التي لجأ اليها بقية اتباعه بعد اعتقال العشرات منهم. وفي هذا السياق اعتبر أحد أعضاء لجنة الوساطة أن تمرد الحوثي انتهى عملياً بعملية عسكرية ناجحة للقوات الحكومية. وقال طالباً عدم ذكر اسمه ان "الحوثي متغطرس وغارق في الفتنة الطائفية والمذهبية وقد اسقطه غروره بعد أن رفض جهود الوسطاء وحاول مراوغتهم".