لم تحل امتحانات نصف السنة وانقطاع التيار الكهربائي دون متابعة طلبة الجامعات العراقية موضوع الانتخابات عبر صحف ومجلات ومنشورات وبرامج تلفزيونية وملصقات علقت على الأبنية. وتؤثر طبيعة دراسة هؤلاء الطلاب في ترجيح كفة المرشح الذي يتفق مع أفكارهم أو يشاركهم اختصاصاتهم، لكن بعضهم يميل باتجاه اللوائح الطائفية وخصوصاً تلك القريبة من المرجع الشيعي علي السيستاني. ويقول طالب المسرح في كلية الفنون الجميلة مصطفى أحمد ل"الحياة"إنه على رغم عدم اطلاعه على البرامج الانتخابية للمرشحين، فإنه سيصوت لمصلحة"القائمة الشيوعية""لأنها انفردت بتلبية طموح المثقفين والفنانين وأنا سأكون ممثلاً بعد التخرج". أما هالة سعد الطالبة في كلية الطب في الجامعة المستنصرية، فتؤكد أنها ستصوت لقائمة"العراقية"لأن رئيسها أياد علاوي طبيب"يشخص الخطأ بدقة ويعطي العلاج بتأن". وترى زينة أنور طالبة الدراسات العليا في القانون أن على العراقيين انتخاب خبراء في القانون لأن أعضاء البرلمان سيكتبون الدستور. لكن مسرة خالد التي تدرس الأدب الانكليزي ستصوت لمصلحة قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"لأنها تحظى بمباركة السيستاني ولأنها تجهل البرامج الانتخابية لبقية المرشحين"، لافتة الى اعتمادها على ثقتها برأي المرجعية الدينية. أما زميلتها منى عبد الاله فستختار"المرشح الأكثر أناقة الذي يشدد على حقوق المرأة وحريتها في طروحاته". وتغزو الملصقات الانتخابية جدران الجامعات والمعاهد والحواجز الاسمنتية التي وضعت حولها، لكنها تكاد تكون معدومة داخل الحرم الجامعي. وتحاول الأحزاب المرشحة استمالة الطلبة من طريق ملصقات تؤكد اهتمام المرشحين بالطلبة والشباب وتعدهم بتحسين المستوى الدراسي والعلمي والقضاء على البطالة. ويؤكد وزير التعليم العالي العراقي طاهر البكاء أن الوزارة أقرت منذ البداية نهجاً علمياً في الجامعة ينأى بها عن الصراعات الحزبية والسياسية، لافتاً الى أن منع الملصقات الانتخابية للمرشحين داخل الحرم الجامعي هو استمرار لهذا النهج. وتابع البكاء في حديث الى"الحياة"أن الوزارة نظمت حملات تثقيفية داخل الجامعات بالتعاون مع المفوضية العليا للانتخابات عبر عقد ندوات ولقاءات لشرح العملية الانتخابية.