أظهرت عمليات تدقيق داخلية أجرتها الأممالمتحدة لبرنامج"النفط مقابل الغذاء"العراقي، تورط موظفين في المنظمة الدولية في عمليات تزوير وسوء ادارة واسعة لصفقات بعشرات الملايين من الدولارات. ونشر بول فولكر الرئيس السابق للاحتياط الفيديرالي الأميركي المصرف المركزي الذي يجري تحقيقاً مستقلاً في شأن اتهامات بالفساد في البرنامج، 58 تقريراً داخلياً على الانترنت أول من أمس. وأظهرت تقارير مكتب خدمات المراجعة الدولية التابع للامم المتحدة أن طاقم العاملين في المنظمة لم يرتكب أي مخالفات أو يتورط في فساد، لكنها أشارت الى ثغرات في مراقبة البرنامج خصوصاً في إحكام الرقابة على المتعهدين الذين وقع عليهم الاختيار. وتشير التقارير الى أن رئيس البرنامج بينون سيفان التزم العديد من العقود. وينتقد أحد التقارير مركز الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ومقره نيروبي لسوء ادارة عقود والفشل في تطبيق التوصيات المستعجلة لتقارير تدقيق سابقة. وتنتقد تقارير البرنامج لاساءة ادارة العقود التي زادت تكلفتها بمقدار مليون دولار اضافية لتبلغ نحو 12 مليوناً. وسيصدر فولكر تقريراً أوليا في نهاية كانون الثاني يناير الجاري قبل أن ينهي تحقيقه في حزيران يونيو المقبل. وكان العمل في برنامج النفط مقابل الغذاء بدأ في كانون الأول ديسمبر عام 1996 للسماح للعراق ببيع النفط لتمويل شراء سلع انسانية في اطار جهود لتخفيف معاناة الشعب العراقي من العقوبات الدولية الصارمة التي فرضت على العراق بعد غزوه الكويت. ولا تشمل هذه التقارير رشاوى قدمها نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى مسؤولين في الأممالمتحدة، لكنها توفر تفاصيل كافية لاشعال انتقادات الكونغرس في شأن سوء الادارة في المنظمة الدولية. فقد منحت العقود الكبرى التي انتقدها المكتب التابع للأمم المتحدة، الى شركة"سايبولت ايسترن هميسفير بي في"ومقرها روتردام والتي كانت تراقب صادرات النفط العراقي. وكانت شركة"لويد اينسبكشن"البريطانية التي استبدلت لاحقاً بشركة"كوتكنا اينسبكشن"السويسرية تحقق في السلع التي تدخل العراق حتى يتم الدفع للبائعين. واتهمت"سايبولت"بتقاضي أموال عن عاملين يفوق عددهم العمالة الفعلية. وقدرت التقارير أن فواتير"سايبولت"أدت الى مدفوعات اضافية بلغت 186 ألف دولار. وأشار تقرير بتاريخ 21 تموز يوليو عام 1999 الى مدفوعات اضافية محتملة بقيمة 1.38 مليون دولار لشركة"لويدز"نتجت من أن المفتشين الذين يتقاضى الواحد منهم 770 دولاراً يومياً لم يكونوا في مواقعهم لفترة 1800 يوم.