تستعد كرة السلة اللبنانية، التي عرفت اياماً ذهبية فنية في الأعوام الأخيرة، الى التصدي لمرحلة المخاض العسير التي عاشتها في الأشهر الأخيرة، وتحديداً منذ اختتام بطولة الدوري"المبتورة"التي احتفظ الحكمة فيها بلقبه، وتداعيات استقالة رئيس الشانفيل هنري شلهوب، ومنحه استغناءات بالجملة لأبرز لاعبيه وجهازه الفني، فحطوا رحالهم في فريق الرياضي، الذي بات"القوة الإقليمية"... ثم إعلان"عراب"اللعبة رئيس الحكمة انطوان شويري"طلاقه"للوسط الرياضي... وصولاً الى الأزمة المالية في الاتحاد واستقالة رئيسه جان همام... ومحاولة الأندية"الإقلاع"وتجاوز الصعوبات... وفي مطلع الشهر الماضي، انتخب ميشال طنوس رئيساً جديداً للاتحاد، وهو احد الوجوه القليلة في اللجنة الإدارية المتمرسة في شؤون اللعبة لاعباً وإدارياً ورئيساً لنادي الجمهور ثم بلوستارز، وعضواً سابقاً في الاتحاد. وبدأ العهد الجديد على ايقاع التبدلات الجذرية وفي مقدمها تولي شلهوب رئاسة مجلس امناء الحكمة... في خطوة انقاذية للنادي"الأخضر"الذي احتفل الأربعاء الماضي بتقديم فريقيه للسلة والقدم في أمسية مشهودة. وأعلن الاتحاد انه عاقد العزم على إطلاق الموسم الجديد ببطولة لبنان للدرجة الممتازة في 15 الجاري، وبعد ايام قليلة من اختتام دورة دبي الدولية التي يشارك فيها الرياضي والحكمة وبلوستارز، والتي لا يبدو لقبها بعيداً من اي من الفرق الثلاثة وتحديداً الرياضي الأكثر استعداداً وانسجاماً. لكن"الرهجة"الفنية وتعطش الجمهور الكبير للمباريات المثيرة لا يخفي المشكلات الإدارية داخل الأندية والاتحاد، والناجمة بالدرجة الأولى عن الصعوبات المالية حتى ان عقد الرعاية مع المؤسسة اللبنانية للإرسال لم يتخط 600 ألف دولار وهو مشروط بوجود فرق تضم تشكيلات قوية بينها لاعبون اجانب وبعدم الانسحاب من المباريات... علماً ان فرق الشانفيل حامل كأس لبنان والصمود فيطرون وأنيبال زحلة والهومنتمن تتجه الى المشاركة بالمحليين فقط، وعلى اعتبار ان الإسهام المالي البالغ 300 ألف دولار المقدم من إحدى المؤسسات المصرفية بواقع 75 ألفاً لكل فريق لا يسمن ولا يغني من جوع... اضافة الى ان 150 ألفاً ستقتطع من المبلغ التلفزيوني كونها دفعت مسبقاً في الموسم الماضي الى الاتحاد الذي يعاني عجزاً مادياً، ما يضع رئيسه امام تحد كبير. وكشف طنوس ل"الحياة"ان اللجنة الإدارية الحالية"ستجهد لتجاوز العثرات الكبيرة ومن اولى الخطوات، إطلاق الموسم في 15 الجاري مهما كانت الظروف، وسيدب الانتعاش في اوصالها طالما ان هناك قاعدة وجمهور كبيرين ولاعبين من اصحاب الكفايات والمهارات، ولا ننسى ان المنتخب امام استحقاق تصفيات غرب آسيا المقررة اواخر حزيران يونيو وأوائل تموز يوليو المقبلين على ارضه، وهي مؤهلة للبطولة القارية وبعدها لبطولة العالم... ونحن قادرون مع شيء من التنظيم على ان نكرر إنجاز عام 2001 حين تأهلنا لنهائيات بطولة العالم في انديانابوليس...". واعترف طنوس ان تضخم موازنات الأندية في مقابل ضعف إداري"زاد الطين بلة، فباتت اللعبة وكأنها هرم مشيد على الرمال... وعلينا حالياً وضع الأسس الكفيلة باستقامة الأوضاع وتصحيحها الى جانب إطلاق النشاط وتفعيله، وإلا فالوقوع في مطب جديد مؤذٍ لن يطول كثيراً". وأعلن طنوس ان من ضمن البرنامج الذي يسعى لتنفيذه اعادة"أولاد اللعبة"الى مكانهم الطبيعي"لأنهم الوحيدون القادرون على تفهم اوضاعها ومعايشة صعوباتها واستنباط الحلول الناجعة لها".