تتجه محادثات السلام السودانية في العاصمة النيجيرية ابوجا نحو تعليق المحادثات في ظل فشل الاطراف في التوصل الى تفاهم، فيما عدل "الاتحاد الافريقي" مشروعاً كان قدمه قبل يومين في محاولة لانقاذ المحادثات. وفي الخرطوم، نقل "مركز الاعلام السوداني" الحكومي عن المستشار السياسي الرئاسي قطبي المهدي أمس، ان الخرطوم تتهم زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق بمساندة تمرد دارفور وان مساندته للمتمردين في غرب البلاد قد تقوض المفاوضات معه لانهاء الحرب في جنوب السودان. وقال قطبي المهدي انه سيكون من الصعب على الحكومة العودة الى المفاوضات مع قرنق في نيافاشا اذا لم يتوقف عن مساندة متمردي دارفور. واعتبرت "حركة تحرير السودان" أمس، ان المفاوضات مع الحكومة "دخلت إلى غرفة مظلمة نتيجة الاستراتيجية الأمنية للحكومة في تعاطيها مع مجمل الملف، ومحاولتها اختزال القضية وتغيير معالمها". وعلق الناطق الرسمي باسم الحركة محجوب حسين على وضع المفاوضات أمس، قائلا إن "مواقفنا الان متعارضة ومتباينة مع المقترحات الحكومية التي تركز على الرؤيا الأمنية دون سواها". واعتبر أن "الحكومة السودانية تتحمل وحدها مسؤولية الفشل". واوضح أن تصورا قدمته حركته الى المفاوضات أمس، ركز على ضرورة الفصل بين شقين في الملف الأمني، الأول في مجال البحث عن آليات جديدة لتنفيذ اتفاق أنجمينا، والثاني يمثل مطالب المجتمع الدولي حسب قرار مجلس الامن رقم 1556 وتتعلق بضمان الأمن والسلم في دارفور". وحدد مطالب حركته في تفكيك ميليشيا الجنجاويد ومحاكمة أفرادها وشركائهم، وتفكيك الميليشيات الموازية، وسحب القوات الحكومية إلى مواقعها القديمة، وتحويل قوة الاتحاد الأفريقي إلى قوة حفظ سلام دولية لحماية المدنيين في دارفور، مع زيادة عددها وعتادها.