من الواضح أنّ "مطربي" و"مطربات" الكليبات التي انتشرت أخيراًً، بدوا كأنهم يؤدون دور الباحث عن الشهرة معتمدين مبدأ لفت الانتباه. وما يؤكد ذلك ما ورد في احدى الصحف المحلية السعودية عن تزاحم آلاف المسافرين، المتوجهين إلى البحرين، على جسر الملك فهد في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. أما أحد أسباب هذا التزاحم، فهو تقديم أغنية "البرتقالة" في حفلة غنائية للمطرب العراقي علاء سعد وفرقته، ضمن مهرجان البحرين "غير وغير". وكان كليب الأغنية الذي يعرض على قناة "نجوم" كل ساعة تقريباً، حظي بشهرة في دول الخليج العربي، متحوّلاً حديث الساعة في الصحف والمقاهي وبين متابعيه. وفي حين أن مجموع عدد حضور الحفلات الثلاث، أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية، لم يتجاوز الخمسة آلاف متفرج وفق ما صرح ل"الحياة" رئيس مهرجان البحرين عبدالله العنزي، عزا انخفاض نسبة الحضور "إلى عدم معرفة الجمهور المتوافد، بالمكان الذي ستقدم فيه الحفلات، خصوصاً أن قاعات "أرض المعارض" مكان إقامة الحفلة لم تعتد على حفلات غنائية". وعلى رغم أن مساحة "أرض المعارض" في البحرين شاسعة، فإن معرفة القاعة التي ستقدم فيها "البرتقالة" ليس بالأمر الصعب. تتبع الشباب وأطفال العوائل الذين يهتفون باسم "البرتقالة"، يرشد مباشرة إلى مكان الحفلة. البعض اكتفى بالسؤال عن قيمة التذكرة التي لم تتجاوز 15 دولاراً ، في الوقت الذي تساءل فيه آخرون عن صحة خبر تواجد علاء سعد وفرقته، والعارضة غيداء التي شاركت في تصوير الفيديو كليب، وأدت دور "البرتقالة" التي تصفها كلمات الأغنية. أقل من ألف متفرج حضر الحفلة الأخيرة، السبت الماضي، وأبدى معظمهم امتعاضه حين علم أن علاء والراقصين سيتأخرون عن موعدهم ساعة ونصف الساعة. لم يكن التأخير صدفة، بل اندرج ضمن برنامج الحفلة، فهذا الوقت - اي نصف مدة الحفلة - خصص للمطرب العراقي وحيد، شقيق علاء، ومواطنتهما مي، اللذين غنيا على عزف فرقة "البرتقالة" الموسيقية. ما إن صعد علاء والراقصون الى المسرح، حتى علت صيحات الجمهور - شباب وأطفال وعائلات- بمفردة "البرتقالة"، الكل يهتف بها وكأنها بطلة أو ما يشبهها. بدا الجمهور كأنه لم يكن ينتظر غير تلك الأغنية، إلى أن فاجأهم علاء بأغنية "التفاحة"، فصار المشهد أكثر دراماتيكية، صفق الجمهور وصاح كثيراً ولم يقتنع إلا عندما بدأ علاء بالغناء. وعلى رغم أن البعض دخل القاعة وهو يردد مقاطع من أغنية "البرتقالة"، فإن عدداً لا بأس به - من مجموعات وأفراد - حفظ مقاطع من الأغنية الجديدة، ولم يتردد في غنائها بعد انتهاء الحفلة. يبدو المشهد غريباً، وقد تصاب بدوار بسبب صدمة كل ذاك الشغف، وإن كان عدد الجمهور لم يتجاوز الألف. وقال علاء سعد ل"الحياة" ان سبب كتابة أغنية "التفاحة" هو كم الرسائل التي وصلتني من الجمهور الخليجي تحديداً، وطالبت بأن تكون الأغنية الجديدة بعد البرتقالة، "هي التفاحة"، وأضاف سعد: "إن مشاركة الجمهور اختياري اغانيَّ الجديدة، دليل على نجاح ما أقدمه"! علاء لم يكن الأول الذي يغني "التفاحة"، إذ غنّاها مطرب آخر قبله، إلا أنه أوضح قائلاً: "كلمات الأغنية تختلف تماماً، كما أن أغنيات: "البرتقالة" لعلي البغدادي و"التفاحة" و"الرمانة" و"اليوسف افندي"، جاءت بعد النجاح التي حققته أغنية "البرتقالة". وفي الوقت الذي تساءل فيه البعض عن السبب الذي منع أولئك الذين أوقفوا برنامج "الأخ الأكبر" في البحرين، من منع فرقة "البرتقالة" من تقديم حفلتها لما يحويه الكليب من إغراء من وجهة نظرهم، قال رئيس المهرجان عبدالله العنزي: "إن الموقف يختلف كلياً، فالبرتقالة أغنية كبقية الأغنيات بل قد تخلو من مشاهد العري التي تزخر فيها الكليبات الأخرى. كما إن الحفلة تدور أمام الناس في حين أن هناك ما يدور في برنامج "الأخ الأكبر" بعيداً من الكاميرات وأعين الناس".