طالب "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الحكومة السودانية بإلغاء مذكرات اصدرتها ضد قادة في المعارضة وسلمتها الى الشرطة الدولية انتربول لملاحقتهم واعتقالهم. في غضون ذلك، أعلن وفدا الحكومة و"التجمع" في القاهرة تأجيل محادثاتهما التي كان من المقرر ان تبدأ أمس في القاهرة الى منتصف الشهر المقبل، وذلك لاسباب "اجرائية". وقال عضو اللجنة السياسية في "التجمع" التوم هاجو ل"الحياة" في القاهرة أمس، ان عضو هيئة قيادة "التجمع" العميد عبدالعزيز خالد الذي اعتقلته السلطات لدى وصوله الى مطار ابوظبي الجمعة الماضي، "أوقف استناداً الى مذكرة رفعتها الخرطوم قبل أحد عشر عاماً ضده وقيادات اخرى"، وطالب بسحب هذه المذكرات "القديمة". وأُبلغ خالد في أبوظبي انه مطلوب بناء على طلب من "الانتربول" العربي في قضية تفجير أنابيب نفط السودان في العام 1993. واعتبر رئيس الوفد الحكومي الى مفاوضات السلام في دارفور المجذوب خليفة، توقيف خالد "نتيجة لأفعال المعارضة في الخارج". وقال هاجو إن المعارضين في الخارج لا يخرقون قوانين البلاد التي استضافتهم. وأضاف: "إن خليفة يطلق إتهاماته جزافاً... ان قادة المعارضة لم يخرجوا من البلاد للنزهة، وإنما خرجنا من السجون قبل أن نخرج من الوطن، وسنعود عندما نساهم في حل مشاكل السودان الذي يتداعى من كل اطرافه". من جهة أخرى، قال مسؤول في الوفد السوداني الى المحادثات التي كان من المقرر ان تبدأ أمس مع وفد من "التجمع" المعارض برعاية مصرية، ان المفاوضات تأجلت الى الشهر المقبل. وقال نائب السفير السوداني في القاهرة حسن عبدالباقي: "كان مقرراً أن يصل وفد الحكومة برئاسة وزير الحكم الاتحادي نافع علي نافع لكن الوسيط المصري أخطر الوفد قبل مغادرته الخرطوم بعدم استعداد التجمع لبدء المحادثات". ونفى هاجو وجود اسباب سياسية وراء التأجيل وإنما اسباب ادارية، واشار الى ان جدول اعمال المفاوضات يتضمن ثلاثة محاور رئيسية، هي التحول الديموقراطي والتنمية المتوازنة والفصل بين السلطات. وكان رئيس "التجمع" محمد عثمان الميرغني عقد جلستي محادثات مع رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق الذي يزور القاهرة ومن المقرر ان يستقبله الرئيس المصري حسني مبارك اليوم. وفي إطار اجتماع القاهرة ايضاً، قال الامين العام ل"حركة تحرير السودان" مني اركو مناوي ان "الحركة ليست طرفاً في اتفاق جدة مفاوضات القاهرة استكمال لهذا الاتفاق، لانه ابرم قبل دخولنا الى التجمع. كما اننا نفاوض في منبر منفصل في ابوجا لحل ازمة دارفور التي لم تعطها محادثات القاهرة اهتماماً يتناسب مع حجم الازمة ... لسنا ضد محادثات القاهرة لكننا لن نكون طرفاً مشاركاً فيها".