اعتبر القائد العام ل"الحرس الثوري" الإيراني اللواء رحيم صفوي أن "استراتيجية الرئيس جورج بوش في العراق فشلت". ورأى في حديث إلى "الحياة" ان الوجود العسكري الأميركي في العراق يشكل خطراً على كل الدول العربية والإسلامية، وأن الحل يكمن في انسحاب القوات الأميركية بأسرع وقت. وأكد عدم وجود أي قلق لدى إيران تجاه الضغوط المتعلقة بملفها النووي الذي أكد أنه "للأغراض السلمية". وزاد أن طهران جاهزة للدفاع في مواجهة الضغوط السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية. جاء ذلك في وقت بدت ايران مستعدة للمضي حتى النهاية بقطع علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا أحيل ملفها على مجلس الأمن لفرض عقوبات محتملة راجع ص 10. وقال صفوي ل"الحياة" إن "الجمهورية الإسلامية لن تتجه نحو التكنولوجيا النووية للأغراض العسكرية، لأن ذلك ليس في استراتيجيتنا، وديننا لا يسمح بهذا، إضافة إلى أن إيران عضو في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وعضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وملتزمة قوانينها". وأوضح أن "إيران تصر في المقابل، على حقها في الإفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك إنتاج الكهرباء، في إطار ما يقضي الدين والأعراف والقرارات الدولية". وعن الضغوط الأميركية، قال صفوي إن "الولاياتالمتحدة متورطة في العراق، لذلك تريد ممارسة ضغوطها السياسية والديبلوماسية على إيران، وقد تزداد هذه الضغوط خلال الشهرين المقبلين". ووجه "نصيحة" إلى الأميركيين والأوروبيين بضرورة "إدراك قدرة إيران الإقليمية والاعتراف بحقها، وعدم نسيان وزنها المؤثر في المنطقة". وتابع بلهجة تحذير: "جاهزون لمواجهة أي ضغوط قد تمارس ضدنا، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية، والحرس الثوري والقوات المسلحة ووزارة الدفاع مستعدون للذود عن استقلال بلادنا وسيادتها ومصالحها". وأشار إلى أن إيران "بلد كبير بذاته وشعبه الذي يمتلك أيديولوجيا مستندة إلى الثورة الإسلامية". واستدرك صفوي: "القلق الوحيد لدينا هو أن الوجود العسكري الأميركي، جعل المنطقة كلها غير آمنة، في وقت نؤكد أن أمن الشرق الأوسط يجب أن يتحقق بأيدي دوله". ووصف الوجود العسكري الأميركي في العراق بأنه يشكل "خطراً كبيراً على كل الدول العربية والإسلامية"، معتبراً أن الحل الوحيد للنجاة يتمثل في خروج قوات الاحتلال الأميركية من العراق وكل المنطقة". ولاحظ ان "الاستراتيجية التي يعتمدها الرئيس الأميركي في العراق أصيبت بالفشل ولم تصل إلى نتيجة". وأضاف أن "الأميركيين أصيبوا بخسائر على الصعيد الاقتصادي وبالفشل على الصعيدين السياسي والعسكري، وعلى مستوى القوانين الدولية". وأعرب القائد العام ل"الحرس الثوري" عن أمله بأن يتمكن الشعب العراقي من "أن ينتخب بإرادته ممثليه للبرلمان وأن يختار حكومة نابعة من إرادته، لا تكون مرتبطة بالإدارة الأميركية، وغير معادية للدول المجاورة، بل تعمل لحفظ سيادة العراق وتعيش بسلام مع دول الجوار".