بعد أسبوع فقط من اعلان خطة اسرائيلية شاملة لاخلاء البلدة القديمة في مدينة القدسالمحتلة من مواطنيها للحد من ازدياد عدد المقدسيين فيها، كشفت مصادر اسرائيلية عن مخطط استيطاني جديد يسعى رئيس بلدية المدينة الاسرائيلي أوري لوبوليانسكي الى اقامته لتهويد حي واد الجوز في القدسالشرقية. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية ان لوبوليانسكي بعث برسالة الى وزارة الاسكان الاسرائيلية طالبها فيه بإعادة النظر في مشروع للبناء في الحي، كانت الوزارة صادقت عليه قبل سنوات لمصلحة المقدسيين، وبقي حبراً على ورق. كما طالبها بتحويله الى مشروع للاستيطان "لأنه يسهم بشكل واضح في توحيد المدينة ويعزز الروابط بين الاحياء اليهودية والمؤسسات الاسرائيلية المقامة على جبل سكوبس وبين المستوطنين سكان البلدة القديمة في القدسالشرقية". ويجري الحديث عن منطقة تقع بين جبل المشارف سكوبس والتلة الفرنسية حيث الجامعة العبرية ومستشفى هداسا، وبين البلدة القديمة ويطل على الطريق الاستيطاني الجديد المتجه الى مستوطنة "معاليه ادوميم" المقامة على اراضي بلدة ابو ديس شرقاً. واورد المسؤول الاسرائيلي في رسالته "الاسباب الامنية" التي تستدعي تحويل مشروع البناء الى مشروع استيطاني، مشيراً الى ان هذه المنطقة تشرف على مستوطنة "معاليه ادوميم" والمتنزه المقام هناك، "ما يوفر الامن للاسرائيليين الذين يتنقلون على الشارع الرئيس المتجه الى المستوطنة". اخلاء المقدسيين بهدوء وتدريجاً وذكرت "هآرتس" ان "عملية التهويد في المنطقة الواقعة أعلى هذا السفح بدأت فعلاً"، مضيفة ان عدداً من الفلسطينيين انتقل من المنطقة، وهي حي الشيخ جراح حيث اقيمت هناك بؤرة استيطانية تسمى "شمعون الصّديق" والتي يقول الاسرائيليون ان عدداً منهم عاش فيها قبل حرب العام 1948. وقالت الصحيفة انه يتم اخلاء المقدسيين من هذه المنطقة ب"هدوء" وبشكل تدريجي. ونقلت عن مصادر في وزارة الاسكان الاسرائيلية ان "طلب لوبوليانسكي منطقي جداً، لكن لم يتم اتخاذ قرار في هذه المسألة". ويشمل حي واد الجوز الحلقة الاخيرة في مشروع التهويد الاسرائيلي لاحياء القدسالشرقية، بعد ان احاطت المدينة بأكملها بمستوطنات ضخمة تحولت الى مدن قائمة بحد ذاتها. ونجحت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في زرع بؤر استيطانية في معظم الاحياء الفلسطينية داخل حدود القدسالشرقية، بما فيها الشيخ جراح ورأس العامود وسلوان والحيين الاسلامي والمسيحي في القدس القديمة. وتسعى اسرائيل من خلال هذه المشاريع الى الحد من الزيادة السكانية الطبيعية للمقدسيين في المدينة، والتي تشير احصاءات الجهات الاسرائيلية الى انها ستصل الى 40 في المئة من المجموع الكلي للسكان في العام 2020، وهذا يعني تقليص نسبة عدد اليهود في المدينة بشطريها بنسبة سبعة في المئة حيث تبلغ نسبتهم الان 67 في المئة. واشارت الاحصاءات الاسرائيلية الى ان نسبة زيادة اليهود التراكمية في المدينة ما بين الاعوام 1967 - 2002 وصلت الى 63 في المئة، لكنها في العامين الاخيرين انخفضت لتصل الى 43 في المئة فقط. وتشير خطة الاسكان الى ان الهدف الذي تسعى اليه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هو توفير غالبية ديموغرافية يهودية بنسبة 70 في المئة في مقابل 30 في المئة للمقدسيين العرب. ويؤدي الجدار الذي تقيمه اسرائيل في محيط مدينة القدس والذي يعرف اسرائيليا ب"غلاف القدس" الى اقصاء اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين خارج هذا الجدار مع الاحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من الارض داخله لتوسيع الاستيطان فيها.