يسعى سكان النجف جاهدين الى عدم تكرار ما حدث في مدينتهم الشهر الماضي. ويقول الكاتب عباس المسعودي ل"الحياة": "لن نسمح مرة أخرى بجر مدينتنا الى صراع يفرضه عليها وافدون من المدن الأخرى وسندعم السلطة المحلية لمنع الفتنة". وكانت المدينة شهدت قبل ايام تظاهرات حاشدة للتعبير عن مشاعر الغضب ضد السيد مقتدى الصدر وأنصاره وحملوهم مسؤولية الدمار الذي لحق بمدينتهم، ورفعوا شعارات ضد الحكومة الايرانية وحاول المتظاهرون الاعتداء على مراسل قناة "العالم" التي اتهموها بالانحياز الى الصدر والترويج للعنف. وقال المحامي سامي حيدر ل"الحياة": "لا نريد ان يتدخل الايرانيون في شؤوننا، فمنذ البداية لم يقدموا اي مساعدة لنا سوى فتح مكاتب لهم وتوزيع صور مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي". ويحمل اهالي المدينة رجال الدين "غير المجتهدين والباحثين عن الشهرة" مسؤولية ما حدث في النجف، واستغلال قدسية المدينة لجلب أنصارهم وفرض سيطرتهم. ويعتقد النجفيون ان اكثر ما كان يستخدمه رجال الدين من اساليب لنشر افكارهم وحشد الاتباع هو صلاة الجمعة، لا سيما تلك التي تقام في مسجد الكوفة اذ فرض أنصار الصدر سيطرتهم على المسجد لتأمين اقامة الصلاة اسبوعياً، اما في الصحن الحيدري فيقيم السيد صدر الدين القبانجي احد قياديي "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" صلاة الجمعة، والقبانجي على نقيض كامل مع طروحات الصدر، وكثيراً ما اتهم انصاره بماضيهم البعثي إلا ان اهالي المدينة يقولون ان صلاة الجمعة في الصحن الحيدري هي الاخرى تثير المشاكل ولا بد من وقفها ونقلها الى مكان آخر وهذا ما فعلته الادارة المحلية في النجف التي منعت الصلاتين في الصحن الحيدري ومسجد الكوفة. لكن اصرار انصار الصدر على اقامة الصلاة دفعتهم إلى اقامتها في الشوارع المحيطة بالمسجد وسط اجراءات صارمة تفرضها الشرطة والحرس الوطني، وما يمكن ملاحظته ان خطباء الجمعة التابعين لمقتدى الصدر مطلوبون وآخرهم السيد هاشم ابو رغيف الذي اعتقل في الاقتحام الاخير لمكتب الصدر الاحد الماضي. وأعلن صدر الدين القبانجي تحديه لمنع الصلاة في الصحن الحيدري فوزع منشوراً في المدينة الليلة الماضية، أصر فيه على اقامة الصلاة في مكانها، مشكلاً تحدياً للحكومة واختباراً لقدرتها على اقناع أئمة صلاوات الجمعة بنقلها الى أماكن أخرى.