أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، تعيين عضو مجلس النواب الأميركي بورتر غوس 65 عاماً مديراً للاستخبارات المركزية سي آي أي، ليخلف جورج تينيت الذي استقال مطلع حزيران يونيو الماضي، قبل أيام من صدور تقرير لجنة التحقيق في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر والذي حمل الاستخبارات مسؤولية الفشل في تجنب الاعتداءات. وقال بوش، في مؤتمر صحافي في حديقة "غاردن روز" في البيت الابيض امس، والى جانبه غوس، ان الأخير "مستعد جداً للمهمة وهو الرجل المناسب لرئاسة وكالة الاستخبارات في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ أمتنا. فهو يعرف الوكالة بالعمق، ويمكنه دفع شبكتها التجسسية"، في إشارة إلى التهديدات الإرهابية التي أعلن عنها قبل أيام وتسببت برفع حال التأهب في واشنطن ونيويورك ومحيطهما. وأضاف الرئيس الأميركي: "إنه قائد يتمتع بخبرة استخباراتية كبيرة في الحرب على الارهاب". وعبّر غوس عن اعتقاده بأن "كل أميركي يعرف أهمية الحصول على أفضل استخبارات ممكنة يمكننا توفيرها لصانعي القرار". وقال في اشارة مبطنة الى اتهامات واجهت سلفه بسبب الارهاب والعراق، ان "ما لا يدركه كثير من الاميركيين هو أن لدينا عدداً كبيراً من الناس في كل أنحاء العالم يقومون بعمل شاق للغاية، لساعات طويلة وفي مواقف خطرة". وخالف هذا التعيين تكهنات عن عزم الإدارة الأميركية ابقاء إدارة جون ماكلافلن نائب تينيت للوكالة. لكن اختيار غوس النائب عن فلوريدا لم يأت من قبيل الصدفة، فهذا الأميركي الملتزم مسيحياً بالمذهب المشيخي أحد المذاهب المعروفة أميركياً يترأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وأعلن قبل فترة عزمه الاستقالة من الكونغرس نهاية هذا العام. اضافة الى ان غوس جمهوري بامتياز وصاحب سجل استخباراتي حافل، بدأ بخدمته في استخبارات الجيش الأميركي وعمل ضابطاً في "سي آي أي"، قبل أن يخوض المعترك السياسي في الكونغرس. ويظهر سجل غوس المهني المنشور عبر موقعه الخاص على الإنترنت أنه عمل ناشراً صحافياً قبل انخراطه في السياسة. وخدم في الجيش الأميركي بين 1960 و1966. ثم انتخب عمدة لبلدة سانيبل العام 1975. وعين العام 1983 ضمن لجنة الحاكم بوب غراهام، قبل أن يدخل الكونغرس نائباً عن فلوريدا العام 1989. وغوس متزوج من مارييل روبنسون ولهما أربعة أولاد. درس في جامعة "يال" وتخرج منها العام 1960. وتعتبر الرعاية الصحية من أولوياته في الخدمة العامة، إلى جانب الموارد الطبيعية، خصوصاً النفط. ويحتاج تعيين غوس الى مصادقة من الكونغرس، ولو كان مرجحاً ان يتم ذلك بسهولة، باعتباره نائباً. ويتوقع ان تلي هذه الخطوة، سلسلة من الأوامر التنفيذية من جانب بوش لاصلاح الاستخبارات بعد توصيات لجنة التحقيق في اعتداءات 11 أيلول، وذلك بعدما خالف الرئيس الأميركي آراء بعض كبار مستشاريه وطلب من الكونغرس استحداث منصب المدير الوطني للاستخبارات، عملاً بتوصيات اللجنة، ليكون هذا المنصب ارفع من ادارة ال"سي آي أي".