تقاطع موسم داء "الانفلونزا" مع السباق الرئاسي الى البيت الأبيض واتخذ منه المرشح الديموقراطي جون كيري وسيلة لانتقاد سياسة الرئيس جورج بوش الصحية وفشلها في تأمين اللقاح، في وقت صعدت الحملتان لهجتيهما الكلامية في الولايات الحاسمة وقبل أسبوعين تماماً من موعد الانتخابات. وأثار حديث المرشح الديموقراطي الاذاعي الأسبوعي وخطابه في ولاية أوهايو الحاسمة عن الضمان الصحي والأبحاث العلمية، امتعاض الجمهوريين الذين وصفوه ب"الرخيص" واتهموه ب"استغلال أدق التفاصيل وصحة المواطنين للاستفادة منها سياسياً". وشنت الحملة الديموقراطية هجوماً مركزاً على الادارة التي "ادارت ظهرها لملايين من الأميركيين" يصابون بالانفلونزا سنوياً. وأطلقت الحملة اعلاناً يصور "الفوضى" الناتجة من عجز الادارة في تأمين اللقاحات و"عدم وجود ما يكفي من الأطباء". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً عن وزارة الصحة البريطانية يشير الى "تجاهل البيت الأبيض لتحذيرات البريطانيين في 13 أيلول سبتمبر الماضي، من نقص في اللقاحات وعجز مركز ليفربول عن تأمين الكمية الكاملة. وساعد خطاب كيري عن هموم المواطن الاقتصادية في توسيع قاعدته الانتخابية ووصوله الى مناطق جمهورية في ولايات أوهايو ونيفادا وكولورادو وأريزونا، فيما مال الخطاب الجمهوري الى التركيز على قاعدته اليمينية والسعي الى رص الصفوف المحافظة وتأكيد قيم بوش الدينية وقوته في الأمن القومي. وجدد بوش من ولاية فلوريدا الحاسمة انتقاده لرصيد منافسه "المتقلب" في مجلس الشيوخ ورفض الاخير التوقيع على مرسوم ال87 بليون دولار لدعم الجيش الأميركي في العراق "لغايات انتخابية". تعادل في استطلاعات الرأي وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة الى احتدام السباق الرئاسي وتعادل نسبي بين المرشحين مع أفضلية لبوش 58 عاماً في قضايا الأمن القومي وتفوق لكيري في القضايا الاقتصادية والرعاية الصحية. وأشار كل من استطلاع مجلة "تايم" الأسبوعية ومركز زغبي الدولي الى تقدم بوش باثنين في المئة ونسبة 48 و46 في المئة تباعاً. وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" على انحصار السباق في ثماني ولايات رئيسة مجموعها 99 نقطة من أصل ال270 نقطة المطلوبة للوصول الى البيت الأبيض، وهي ولايات فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا التي يتقدم كيري فيها في شكل طفيف، وويسكونسن وأيوا المنقسمتين في تأييدهم للمرشجين، ونيفادا ونيو هامبشير ونيو مكسيكو التي يبرز فيهما الصوت اللاتيني. واشار استطلاع زغبي الى تعادل المرشحين بين الفئة الكاثوليكية التي ينتمي اليها كيري. ويعتبر كيري أول مرشح رئاسي بعد جون كينيدي من هذه الفئة. ونجح في استقطاب 73 في المئة من هذا الصوت الذي يشكل 25 في المئة من الناخبين. وينقسم الصوت الكاثوليكي من "ليبرالي" و"تقليدي"، وبالتالي تختلف أولوياته بين الوضع الاقتصادي والحرب على الارهاب وبين القضايا الاجتماعية مثل الزواج المثلي وحق المرأة بالاجهاض. وفيما يحاول كيري تعديل لهجته ورفضه "الزواج المثلي" وتأييده حق الاجهاض "في أقصى الضرورات فقط"، تساعد ميول بوش اليمينية ورفضه العلني لهذه المسائل في جذب هذا الصوت.