اعربت مصادر سورية متطابقة ل"الحياة" عن "الارتياح والتفاؤل الحذر" ازاء ما تحقق في العلاقات السورية - الاميركية في الاسبوع الاخير، مشيرة الى ان اعادة انتشار القوات السورية في لبنان امس تستهدف "اتخاذ خطوة ايجابية" قبل تقرير الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في بداية الشهر المقبل لأن "سورية لن تكون ضد الارادة الدولية". واجتمع امس السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى مع مساعد وزير الخارجية وليم بيرنز ل"التمهيد الرسمي" للقاء وزيري الخارجية فاروق الشرع وكولن باول اليوم في نيويورك. وبعد اللقاء، قال مصطفى ل"الحياة": "جرى استعراض ما انجز في المرحلة السابقة منذ زيارة بيرنز في 11 الشهر الجاري وما تضمن من تشكيل لجان عسكرية وأمنية للتعاون في ضبط الحدود مع العراق". وأضاف: "انني متفائل بمستقبل العلاقات بعد الانخراط الجدي بين الطرفين"، ولاحظ "ارتياح" بيرنز لنتائج المحادثات في شأن ملفي العراق والاموال العراقية في المصارف السورية. وكان الجانب الاميركي تأخر في تحديد موعد رسمي للقاء باول - الشرع الى حين "حسم قضايا" اخرى تتعلق بالتعاون في شأن العراق وزيارة وفد الخزانة الاميركي قبل يومين ل"الضغط" على دمشق. وهل اثير موضوع اعادة الانتشار السوري في لبنان خلال اللقاء؟ اجاب السفير السوري: "جرى التطرق اليه وتدارسه" قبل ان يشير الى ان "أي تنسق سوري - اميركي لم يحصل في هذا الشأن لأن الموضوع سوري - لبناني". وأوضحت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" ان القيادة السورية "تفكر منذ اشهر عدة بإعادة انتشار قواتها في لبنان"، مشيرة الى ان ما حصل امس "يأتي في سياق سحب القوات باتجاه الحدود السورية - اللبنانية خطوة وراء خطوة". وبعدما قالت المصادر ان اعادة انتشار القوات استهدف امرين هما: "الاول، القيام بخطوة ايجابية باتجاه مجلس الامن قبل تقرير انان، والثاني، عدم الوقوف في وجه الارادة الدولية"، قالت ان ما حصل "جاء في اطار اتفاق الطائف وليس بتنسيق مع الاميركيين. لذلك حرصنا على ان يتم ذلك بموجب بيان مشترك بين القيادتين العسكريتين في سورية ولبنان". وهل يأتي ما حصل في اطار الانسحاب من لبنان؟ اجابت المصادر: "ان اتفاق الطائف لا ينص على الانسحاب" قبل ان تشير الى قول الاسد خلال لقائه بيرنز: "ان القوات السورية لن تبقى الى الابد في لبنان". الى ذلك، علمت "الحياة" ان الجانب الفرنسي لم يوافق على عقد لقاء بين الشرع ووزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه لانه يريد "رؤية خطوات ملموسة" قبل اللقاء وقبل تقرير انان، وان الموقف الفرنسي هو: "متمسكون بالحوار، لكن نريد خطوات ملموسة اولاً".