سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيرنز ذكر دمشق بوجوب الانسحاب من لبنان ... واعادة انتشار جديدة "تنفيذاً لاتفاق الطائف". خطوات سورية لاحتواء "الإنذار" الأميركي وآلية عسكرية ثلاثية للحدود مع العراق
في محاولة لاحتواء الخلاف المتصاعد مع اميركا وقطع الطريق على تقرير متشدد من جانب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تنفيذاً لما جاء في قرار مجلس الامن الرقم 1559 اتفقت دمشق مع واشنطن امس على بلورة آلية سورية عراقية اميركية لضبط الحدود مع العراق واكد مصدر مطلع فيها قرب حصول عملية اعادة انتشار جديدة للقوات السورية العاملة في لبنان "تنفيذاً لاتفاق الطائف". واذا كان وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط صاغ بيانه الصحافي بلهجة التهديد والانذار بعد "محادثات مفصّلة وصريحة" مع الرئيس بشار الاسد فإن ما انتهى اليه الاجتماع بشأن العراق والحديث عن تنفيذ اتفاق الطائف في لبنان أوحى بأن الحوار السوري الاميركي مفتوح ويتجه الى "نتائج ملموسة". راجع ص7 وعلمت "الحياة" ان اجتماعاً عقد امس بين مسؤولين عسكريين سوريين واميركيين برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الدولي بيتر رودمان لتنفيذ ما اتفق عليه الاسد وبيرنز بشأن "ايجاد آلية سورية عراقية اميركية لضبط الحدود وايجاد الامكانات الفنية اللازمة لذلك". ورأت مصادر مطلعة في دمشق "ان سورية نجحت في دفع الاميركيين الى الانخراط في التعاون لضبط الحدود مع العراق بالتعاون الثنائي بعد رفض لفترة طويلة". واعربت عن املها في ان تؤدي هذه الخطوة ومعها اعادة الانتشار في لبنان الى تخفيف لهجة التقرير الذي سيقدمه انان الى مجلس الامن في نهاية الشهر الجاري. وكان الاسد استقبل بيرنز والوفد المرافق له ساعة ونصف ساعة في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع ومساعده وليد المعلم والسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى في حين شارك من الجانب الاميركي، الى بيرنز، مساعد وزير الدفاع بيتر رودمان. واستخدم بيرنز لهجة حازمة في بيان قرأه بعد المحادثات وامتنع عن الرد على اسئلة الصحافيين. قال بيرنز: "يبقى أملنا أن تأخذ سورية أفعالاً ملموسة لمعالجة هذه المواضيع لمصلحتها ولمصلحة الاستقرار في المنطقة". وأضاف: "لقد أكدنا بشكل خاص على الأهمية القصوى في دعم جهود الحكومة العراقية للوصول الى الأمن والاستقرار. ينبغي أن لا تستخدم سورية كنقطة انطلاق لزعزعة الاستقرار في العراق. ولقد ناقشنا ضمن جملة من المواضيع طرقاً عملية يستطيع من خلالها خبراؤنا العسكريون العمل مع نظرائهم السوريين والعراقيين على هذه المشكلة. ولكننا أكدنا ان الأمر الجوهري الآن هو التقدم الحقيقي وليس اطلاق الشعارات". وتطرق الى القرار الأخير لمجلس الأمن قائلاً:"أخيراً أكدنا قلقنا العميق تجاه التدخل السوري في العملية السياسية اللبنانية وأكدنا انه بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1559 ينبغي على سورية انهاء تدخلها في الشؤون اللبنانية الداخلية وسحب قواتها من لبنان والسماح للقوات المسلحة اللبنانية والحكومة اللبنانية ببسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية. إذا قامت سورية بالعمل على دواعي القلق هذه فإنه يمكن لعلاقتنا أن تأخذ منحى مختلفاً جداً وبنتائج ايجابية لكل الأطراف. ولكنني أود ان أختم بالتأكيد على رسالتنا الأساسية: لقد أزفت الساعة لعمل ملموس". ويجري بيرنز اليوم محادثات في مصر ويلتقي الرئيس حسني مبارك في اطار جولته في المنطقة. ونقلت الوكالة السورية للانباء سانا عن مصدر مطلع ان سورية "تعاملت بجدية" مع زيارة بيرنز خصوصاً "تركيزه على العراق" واشارت الى ان الجانبين السوري والاميركي اتفقا على "طرق عملية وملموسة يستطيع من خلالها خبراء الطرفين، بالتعاون مع العراق، التوصل الى خطوات واجراءات عملية لتحقيق هذا الهدف" اي ضبط الحدود. واشار "المصدر المطلع" الى انه جرى "استعراض سريع للوضع في لبنان والتأكيد على وجوب احترام الجميع لاستقلال وسيادة وحرمة الاراضي اللبنانية واهمية تنفيذ اتفاق الطائف" على ان تشهد الايام القليلة المقبلة "تكثيفاً للقاءات بين الجانبين بهدف تشكيل ارضية صالحة للحوار وايجاد الحلول البناءة للمسائل القائمة بينهما من خلال الآليات المناسبة لتحقيق افضل النتائج الملموسة".