قلب المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جون كيري الاتجاه التقليدي للحزب الديموقراطي في الحملات السابقة والمعتمد على الأداء الاقتصادي، وحول انظاره الى الساحة العراقية أمس، مستفيداً من الفوضى الأمنية في بغداد، وانتقادات الداخل الأميركي للرئيس جورج بوش حول الكلفة البشرية والاقتصادية للحرب على العراق. وجاءت التعديلات بعد تغيير جذري في طاقم الحملة الديموقراطية، واستبدال الخط المتفائل بالخط الهجومي قبل 43 يوماً من موعد الانتخابات. ويحاول كيري الذي صوت من موقعه في مجلس الشيوخ كنائب عن ولاية ماساشوستس لاعطاء الصلاحية لبوش للذهاب الى العراق بعد توسل كل الوسائل الديبلوماسية، اقناع الرأي العام الأميركي بأن بوش "خذل الكونغرس والمواطن الأميركي" بعدم الايفاء بوعده وتجاهل المجتمع الدولي والذهاب منفرداً وبعدة عسكرية غير كافية لاطاحة صدام. واشار آخر استطلاع للرأي أعده مركز "غالوب" وشبكة "سي أن أن" الاخبارية أن ثلثي الأميركيين يؤيدون الحرب على العراق 67 في المئة، مع قلق واضح على الوضع الأمني والكلفة الاقتصادية التي وصلت الى 140 بليون دولار على دافع الضريبة الأميركي. ويستفيد كيري من موقعه في الكونغرس وأعضاء في لجنة العلاقات الخارجية التي سربت للحملة تقريراً حول نية بوش في حال فوزه بولاية ثانية باستدعاء جنود احتياطيين من الحرس الوطني الى العراق. وأنكرت وزارة الدفاع البنتاغون أي علم بالتقرير، من دون أن تنفي المعلومات. ويوجد في العراق اليوم 138 ألف جندي أميركي بينهم 46 ألف من الحرس. وهناك دعوات متكررة لتقليص عدد الجنود بعدما ارتفعت الخسائر لبشرية الى 1024 جندياً وأكثر من 7000 جريح. هاليبرتون مجدداً وشملت الانتقادات عقود اعادة الاعمار في العراق والتي تضرب بالعمق مصالح نائب الرئيس الحالي ديك تشيني، والذي تولى ادارة شركة "هاليبرتون" العملاقة للنفط لخمس سنوات قبل وصوله للبيت الأبيض في العام 2000. وربحت هاليبرتون عقودا ب18.6 بليون دولار منذ بدء الحرب، بعضها مرر في مجلس الشيوخ الأميركي من خلال مساعدات للجيش الأميركي ورفض التوقيع عليه كيري ونائبه في السباق جون ادواردز. ووعد ثنائي كيري - ادواردز بتغيير عقود اعادة الاعمار ودعوة المجتمع الدولي عرباً وأوروبيين للمشاركة، تمهيداً لمشاركتهم السياسية والعسكرية في العراق. وتأخذ الحملة الجمهورية على منافسها غياب مخطط واضح واستراتيجية لحل الأزمة في العراق، وتطابق رؤيته مع رؤية البيت الأبيض. ويتوقع أن يوضح كيري استراتيجيته ونقاط خلافه مع الادارة في فرصته الأخيرة لاستعادة زمام المبادرة في السباق وفي المناظرات التلفزيونية والتي ستبدأ آخر الشهر. واشار استطلاع محطة "أن بي سي" الأخير الى احتدام السباق بين نقطة وثلاث في ولايات حاسمة، أبرزها مينيسوتا وأريزونا وأوهايو. كما أشارت الى تقدم لكيري في الشأن الاقتصادي وتأخره الواضح في الأمن القومي والحرب على العراق، والذي سيساعده فيه خبراء عسكريون مثل جون ساسو والجنرال ويسلي كلارك الذين برزوا في الفيتنام وحرب البلقان، وديبلوماسيون مثل جوزف بايدن وريتشارد هولبروك.