"الإنترنت مرآة المجتمع، تعكس حقيقته، فإذا لم يعجبنا ما نرى، علينا العمل على إصلاح أنفسنا... وليس المرآة!"، بهذه العبارة يستهل الدكتور فينت سيرف أحد مؤسسي شبكة الإنترنت، تقديم كتاب "تاريخ تطور الكومبيوتر والإنترنت" لريشارد حايك. وصدر هذه السنة عن "الدار العربية للعلوم". ويعرف الكتاب عن نفسه بأنه "أول مرجع متخصص باللغة العربية يشرح بالصور وفي شكل تسلسلي أهم المراحل التي مر بها تطور الكومبيوتر والإنترنت حتى مشارف القرن الحادي والعشرين. ويمثل مشروعاً تثقيفياً يهدف إلى نشر المعرفة في المجتمعات العربية، وذلك من خلال تقديم محتوى عربي يؤرخ لأهم الأحداث التي مرت بها ثورة المعلوماتية في القرن الماضي"، كما ذكر على غلافه الخارجي. ويعتمد الكتاب التسلسل الزمني في ذكر المراحل التي مر بها تطور الكومبيوتر بدءاً من فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، مروراً بولادة الجيل الأول للكومبيوتر 1940 - 1954 الذي اعتمد على الانابيب المفرغة، ثم الجيل الثاني 1955 - 1963 الذي تشكل من الترانزيستورات، فالثالث 1964 - 1970 الذي ولد مع صنع الدارة المدمجة وولادة الشبكات الرقمية، والرابع 1970- 1980 المرتكز الى الرقاقات الإلكترونية، وأخيراً الجيل الخامس 1981 الذي ابتدأ مع الكومبيوتر الشخصي "بي سي" وولادة شبكة الإنترنت. ويسجل الكتاب مجموعة من التفاصيل التي رافقت تطور الكومبيوتر، مثل اختراع أول حاسوب مبرمج عام 1943 تحت اسم "كولوسوس"، إلى ولادة أول كومبيوتر رقمي عام 1946 تحت اسم "اينياك" على يد جون موكلي وبراسبر ايكرت مروراً بالعام 1949 وولادة أول كومبيوتر ببرنامج مخزون، بعدما نجح موريس ويلكس في صنع جهاز "ادساك" الذي يستطيع خزن البرامج في الذاكرة، وصولاً إلى صنع أول نظام إلكتروني للمعلومات، واستخدام الكومبيوتر في التنبؤات السياسية. ويتطرق إلى ولادة حقبة الفضاء الإلكتروني في الاتحاد السوفياتي، وولادة وكالة مشروع الأبحاث المتطورة في الولاياتالمتحدة الأميركية "أربا"، وانتهاء جون باخوس من وضع برنامج "فورتران" تحت تصرف شركة "آي بي سي". كما يفصل الكتاب الظروف التي أدت إلى اختراع أول مودم تجاري وأول روبوت إلكتروني صناعي، إضافة إلى الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وولادة الكومبيوتر الشخصي وشركات مايكروسوفت، وأبل، واوراكل، وصولا إلى ولادة الإنترنت رسمياً عام 1984، "بفضل اجتماع أربع شبكات اتصال هي اربانت ويوزنت وبيتنت وسي أس نت". ويتضمن الكتاب الكثير من صور الآلات والشخصيات المؤثرة في تطور الكومبيوتر والإنترنت، التي تتحول تدريجاً من سود وبيض إلى ملونة في دلالة إلى حداثة الاكتشافات أو قدمها. وتساهم الكادرات التي تحتل مساحات كبيرة من الكتاب في تفسير ما قد يبدو مبهماً للقارئ العادي.