أعلنت باكستان أنها دفعت مئات من عناصر القوات الموالية لتنظيم القاعدة وحركة طالبان إلى الخروج من منطقة وزيرستان القبلية التي تقع قرب الحدود مع أفغانستان. ونقل راديو سوا الأمريكي أمس عن القائد العسكري الإقليمي الميجور جنرال نياز خاتاك قوله إن قواته بسطت هيمنتها على ثلاثة أرباع وزيرستان الجبلية التي تعد ملاذا آمنا للمقاتلين الأجانب، وأضاف إن الهجمات على المنطقة قلصت أعداد المقاتلين بصورة كبيرة. وأعرب عن اعتقاده في أنه لم يعد إلا أكثر قليلا من 100 مقاتل أجنبي بعد ما يزيد على تسع عمليات رئيسية و24 عملية ثانوية،وقال الجنرال الباكستاني إن عملية عسكرية تدور رحاها حاليا وأن القوات دمرت بالفعل العديد من مواقع المتمردين بالمنطقة، وكان شخصان قتلا وأصيب خمسة آخرون من بينهم أربعة رجال أمن في انفجار عبوة ناسفة صباح أمس على جانب أحد الطرق ووقع إطلاق نار في إقليم جنوب وزيرستان. وقال طارق نور أحد السكان المحليين أمس "انفجرت عبوة بجهاز تفجير عن بعد على ما يبدو بالقرب من آلية عسكرية في حوالي الساعة 35:9 صباحا بالتوقيت المحلي عندما كانت تسافر في طريق جانبي بالقرب من السوق الرئيسي لمدينة وانا العاصمة الادارية للإقليم". وطوق رجال الامن موقع الحادث في أعقاب الانفجار لكنهم فتحوا الطريق أمام المارة بعد ساعة واحدة فقط، وأفادت تقارير إخبارية واردة من المنطقة بأن أشخاصا يشتبه في أنهم متشددون أطلقوا ما لا يقل عن صاروخين في هجومين منفصلين أثناء الليل على معسكرات لقوات الامن في وانا دون وقوع إصابات، وتأتي هذه الهجمات الجديدة في الوقت الذي عززت فيه الحكومة عملياتها للبحث عن قائد متشدد مطلوب يدعى عبد الله محسود وعدد آخر من المتشددين المحليين والاجانب في المنطقة،وكان الليفتنانت جنرال سافدار حسين أعلن أمام الصحفيين أول أمس أن القوات الباكستانية نجحت في السيطرة على معقلين للمتشددين في جنوب وزيرستان هما ديلا وخونخيل، ودعا حسين الذي يشرف على عمليات مكافحة الارهاب في إقليم وانا محسود الذي يعتقد أن له صلات بالقاعدة إلى الاستسلام ونزع السلاح ومساعدة السلطات في إنهاء الازمة في إقليم جنوب وزيرستان سلميا. وقال للصحفيين في مدينة بيشاور "أدعوه (محسود) إلى نزع السلاح والمساعدة في حل القضايا (في الاقليم) سلميا"، وأكد أنه يتعين على محسود إدراك أن الجيش الباكستاني مصمم على إرساء السلام وتطبيق القانون في المنطقة، وكان محسود أمر بخطف مهندسين صينيين اثنين في أكتوبر الماضي وأنقذهما الجيش الباكستاني في وقت لاحق من الشهر لكن أحدهما توفي متأثرا بجراح أصيب بها،ويطالب محسود الذي أطلق سراحه في فبراير من معسكر (أشعة إكس) في قاعدة جوانتانامو العسكرية الامريكية في كوبا الحكومة الباكستانية بوقف العمليات العسكرية في المنطقة القبلية ويقول إن الجيش الباكستاني يقتل الابرياء من رجال القبائل، وقال حسين "من جانبنا لا توجد أي شروط مسبقة سنمليها على محسود من أجل استسلامه بل إني على استعداد للاستماع لما لديه من شروط"، وأكد حسين أن الحرب على "الارهاب" ستستمر وأن المتشددين الاجانب والمحليين مازالوا يمارسون أنشطتهم وأن الجيش عازم على طردهم. وقال حسين إن مروحيات من طراز كوبرا تدعم هجمات المدفعية على مواقع المتشددين لتفسح الطريق أمام قوات المشاه، وأوضح أن نحو 7 آلاف جندي باكستاني يشاركون في العملية التي بدأت في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. وقال إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب 22 آخرون في أحدث الهجمات التي شنها الجيش، وأكد حسين وقوع خسائر ضخمة في صفوف المتشددين لكنه اعترف بالعثور على ست جثث فقط كلها لمحليين. واستسلم خمسة من أهم المطلوبين للسلطات أول أمس في إطار اتفاق سلام جرى التوصل إليه تعهد فيه الخمسة بعدم منح ملاذ لأي مقاتل أجنبي وبدعم الجيش الباكستاني.