لو أردنا أن نقوّم وضع الأغنية الشبابية اللبنانية خصوصاً، والعربية عموماً، وذلك في ضوء تجربة المطرب اللبناني فضل شاكر الغنائية مع الألحان "المستوردة"، لكي لا نقول "المسروقة"... لتوقفنا كثيراً حول الدور الذي يمكن أن يلعبه اللحن الجيد، في استقطاب جماهير الأغنية الشبابية الحديثة. فالنجاح الجماهيري الواضح الذي حصدته أغنية "يا غايب"، لأمرٌ يدعو الى التساؤل عن أسباب هذا النجاح. فلحن "يا غايب"، كما هو معروف، أخذ بالكامل عن أغنية للمطرب التركي المشهور مصطفى صندل. وقدمها فضل شاكر إلى الجمهور بصوته، ومن دون الإستعانة بفيديو كليب، أو رعاية من شركات الإنتاج... ونحن هنا، لا ننكر بالطبع مقدرة الفنان فضل شاكر الغنائية، وإحساسه المرهف الذي ساعد على إيصال هذا اللحن إلى جمهوره. لكننا نطرح بالمقابل، وبموضوعية، سر نجاح هذه الأغنية وعناصره في ضوء ما هو متعارفٌ عليه... وثمة من يقول بأن نجاح تجربة فضل شاكر تلك، كانت بمثابة "ضربة حظ" له منفردة ومعزولة. لكن ثمة من يقول أيضاً بأن "ضربات الحظ" لا تتكرر. وبالتالي فإن نجاح التجربة الثانية المماثلة لفضل شاكر في أغنية "ضحكت الدنيا" التي وضعت أيضاً على لحن أجنبي آخر، طرح بقوة السؤال مرة أخرى، حول دور الملحنين "المحليين"، ومسؤوليتهم في تقديم ألحان جيدة تمتلك من عناصر القوة والجمال اللحني، ما يمكنها من استقطاب جماهير الأغنية في شكل أكبر... والمسؤولية هنا أيضاً تدعو إلى عدم تعميم تجربة فضل شاكر مع الألحان "المستعارة" على قاعدة الإستسهال، بل وضعها في خانة التنويع والتجربة فقط، حتى لا يجد بعضهم نفسه غارقاً في دوامة "استعارة" الألحان التركية واليونانية، فلا يعود عندها من مجال لضبط الأمر.