حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس مهلة تنتهي في 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل للمراجعة الشاملة والنهائية للبرنامج النووي الايراني وطالبت طهران بتجميد كل الانشطة ذات الصلة بتخصيب اليورانيوم في قرار تم تبنيه بالتوافق ومن دون تصويت. وأخفقت واشنطن في اضافة عبارة "تحرك تلقائي" الى مشروع القرار التي تعني احالة الى مجلس الامن اذا لم تف ايران بمطالب معينة مع انتهاء المهلة، واعتبرت ان ايران باتت "في عزلة"، أعلنت طهران انها ستقرر خلال "اليومين او الثلاثة" المقبلة ما اذا كانت ستواصل تخصيب اليورانيوم. ويدعو القرار ايران الى ان تتيح لمفتشي الوكالة الحرية الكاملة في الدخول على وجه السرعة الى المواقع فضلاً عن تزويدهم اي معلومات اخرى مطلوبة بحلول 25 تشرين الثاني. ولا يدعو القرار مجلس المحافظين لاحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن تلقائياً اذا لم تلتزم طهران كما كانت واشنطن تأمل، لكنه يشير الى ان المجلس سيقرر في تشرين الثاني ما اذا كان "من المناسب اتخاذ خطوات اضافية"، وهو ما قد يمهد الطريق للاحالة الى مجلس الامن. وطرحت فرنسا وبريطانيا والمانيا مشروع القرار الأصلي بعبارات قوية وتضمن دعوة طهران لكي تجمد على الفور برنامجها لتخصيب اليورانيوم. لكن مجموعة عدم الانحياز عارضت ذلك لأنه قد يمثل سابقة خطيرة، خصوصاً ان البرازيل وجنوب افريقيا تمتلكان برامج لتخصيب اليورانيوم وتخشى كل منهما من أن تطالب ذات يوم بتجميد برامجها التجارية للتخصيب. وطالبت المجموعة بالتصويت على صيغة معدلة تستبعد مسألة تخصيب اليورانيوم من المهلة لكنه لم يحظ بتأييد مجلس حكام الوكالة الذي يضم 35 دولة. وروعيت في القرار التعديلات التي طالبت بها هذه الدول بالتفريق بين "الالتزامات القانونية" و"إجراءات بناء الثقة" في البند السابع من القرار. كما ذكرت مصادر ديبلوماسية ان تحفظات روسية أخذت في الاعتبار. وبعد تبني القرار اعتبرت المندوبة الاميركية لدى الوكالة جاكي سندرز ان على ايران ان تختار بين تنفيذ التزاماتها في اطار معاهدة منع الانتشار النووي كما حددتها الوكالة او احالة ملفها الى مجلس الامن. وقالت ان القرار يرسل "اشارة واضحة تماماً بأن مواصلة برنامج التسلح النووي سيقود تلقائياً الى التوجه الى مجلس الامن". واعتبرت الولاياتالمتحدة ان طهران "عزلت تماماً". ودعا المدير العام للوكالة الدولية محمد طهران الى وقف كل نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم لاستعادة ثقة الاسرة الدولية. ومن جهته، اكد رئيس الوفد الايراني حسين موسويان ان بلاده ستواصل التعاون مع الوكالة في شأن الضمانات المحددة في اطار معاهدة منع الانتشار النووي. لكنه اضاف ان ايران ستقرر خلال "اليومين او الثلاثة" المقبلة ما اذا كانت ستواصل تخصيب اليورانيوم. الا ان مسؤولاً ايرانياً كبيراً أكد ان ايران "لا تسعى الى الاستفزاز" و"ستطلب مشورة الاوروبيين" قبل ان تستأنف عملية التخصيب. في هذا الوقت، ذكر التلفزيون الايراني الرسمي ان الحرس الثوري قام أمس باطلاق صاروخين "بعيدي المدى" على "عدو وهمي" خلال مناورات في غرب البلاد في حضور المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي. ووصف التقرير الصاروخ البعيد المدى الذي ستجرى تجربته، بأنه "استراتيجي"، وهو تعبير يشير في العادة الى انظمة الاسلحة المصممة لضرب عدو في قلب قوته، مثل ضرب مدنه ومصانعه وقواعده العسكرية ومواقع اتصالاته وطرق مواصلاته. غير ان التقرير لم يذكر اي تفاصيل تتعلق بمدى الصاروخ ولا بقدرته.